Powered By Blogger

2016-03-20

نازحةٌ أنا أُفتشُ




نازحةٌ أنا أُفتشُ عن أقربِ
غيمةٍ في عوالم بعيدةٍ
أو بيتٍ في مرّيخٍ أمين.

أدقُّ أبواباً متباعدة،
 
أبحثُ عن مجرّاتٍ آهلةٍ بالإنسانِ
والمحبّة والحنين.

ترحالي لم يتوقف مذْ وطأتُ هذه الأرض
أحلمُ بتاريخٍ أقدّسه
وحضارات من فخر ثمين.

فلغتي مثقلةٌ في صوتها بحّة وصدى
أخفيها في صندوق حصين.

أحملُ أمتعةً من قلمٍ وورق
لن ينال مني أيّ خريف مسكين.

وهذا القلب المترعُ بالحبِ
المحاصرِ بالشجون،
 
هو كلّ حقائبي على مرّ السنين.

لا أريدُ من ملح هذه
الأرض ولا من خُبزها

فالأكفّ من دون حرية
والصوت مخنوق سجين.

وبحارها من جُلمودٍ 

وقمحها قاسٍ لا يطيب
 
وتربتها تتلوى من حرارة
نجيع مستمرٍّ حزين
.

أحلمُ وأحلمُ حتى أخر رمق
ولو قطع مني الوتين.

وتسربل حُلمي بحلةٍ
من صبرٍ وانتظار،

لا نهاية لحلمٍ تغذّى
على قوت الصابرين



نازحةٌ أنا أُفتشُ عن خيمةٍ
من رهبةٍ وخشوع،

أستظلُ بها عند اشتداد
الألم والأنين
.

وعلى أجنحة سلام ولون زاهٍ يُحاصر وجهي،
أرتقبُ سفراً لقِدّيسين.

أُقارعُ سُيوف الوحْشَةِ بِدروعٍ من نور،
ألتحفُ بعدها أصوات كلّ المطمئنين.


وتعدو حولي جياد تَصهُلُ عند كل مفترق
زيّنتُهُ بياسمينٍ وأشجار من زيتون وتين.


سوزان عون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق