أقدّسُ خُبز يدي،
كأنّني يتيمة الأمنية.
أتجرّعُ من صمتي كؤوساََ،
و أصبُّ أنهاراََ من عيني.
و يُسدِلُ الليّل جفونه..
أُطْبِقُ رِمْشَ الصمت
على رحيلِِ لمْ يرَ ضوء الشمس.
على أملِ خاتمة لحكايةِِ
لمْ تَتِّمَ فصولها.
و تبقى تِلكَ الجميلة،
يَفْتَرِسُهَا وَحْشٌ منْ خَيال.
يُرْعِبُهَا سَوادُ ظِلّه الممدُود
على أسرّة من أسْر.
ما ضامني
إلاّ رِياحٌ هبّت من صدرِِ متأجج
بنارِِ من صبرِِ و صمت.
اُصْرُخْ أيّها القابعُ خلف كلّ تِلك التلال،
أم كُسِرَ صَوْتُك؟
أم يداك مكبّلتان
بوعدِِ و قسم؟
أنا الأسيرةُ،
أمشي مطأطئة من أثقالي.
خوفي يزداد..
و عيونُ الأمسِ ترمقني،
و ترقبُ ساعة سهوِِ،
لأسجدَ بعدها على بساطِِ من وجع.
ركبتاي تئنُ من حِمْلِي الثّقيل،
وعبراتٌ تَتَلأْلأ كقناديلِِ من أحزان.
تنهمرُ من مقلتيّ، كمطرِِ أخرق
مُنِعَ منذ عام.
مُتْ أَيُّهَا الحرف الضعيف.
عُدْ أدراجكَ إلى قبور القدماء
كمومياءاتٍ فرعونية.
كجرفِِ أخذَ معه كل الأطلال،
لم يُبْقِ إلا عين جوفاء،
سأطعمها لوحشٍ اسمه الموت.
ارحلي أيتها الروح،
ضاق صدري..
حلّقي!!
فما عدتُ أحتاجكِ،
عودي أدرَاجكِ بسلام.
وحين صمتٍ يعلو النداء
بقطرات لونت السماء.
أيا سماء فاشهدي
أنّ بعض الألم حلو المذاق.
قد أعاد الحق المستباح.
قد أرجع
الحياة لغصون يابسات.
وتعالت في الكون أصوات
تواشيح من إباء
حلّقَتْ.
وغردت في الكون كلمات.
ضاحكات مستبشرات
أنْ لا يأس مع الحياة.
سوزان عون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق