Powered By Blogger

2015-10-31

قهُر الرجال ( قصة)

 
ابنتي، إنهُ رجلٌ ليس ككلِ الرجال.
هكذا باعها والدها وقبض ثمنها.

هي، لم تقابله إلا في ليلة
النطق بالحكم عليها بأنها أميرة عرشه.

سارت ومشت داخل قصره، حتى تعبت.

ألقت بجسدها على أقرب كرسي.

إنه عرشكِ، قال لها.

فالتفت إليه:
فصعق قلبها عندما التفتت..
الحبيب الموعود عجوز.


نعم أميرتي،
إنه أنا الملك،
الذي انتظركِ منذ سنين طويلة.


آه ما أكذبني وما أبرعني
بتمثيل دور العاشق،
هكذا حدّث نفسه.


غطت وجهها،
وانطلقت في نحيب طال وعلا
حتى أثار حنق وغضب الملك.


وما يبكيكِ يا غبية؟

أما زلتِ تجرين وراء
وهم اسمه الحب،
قولي لي أين يصرف ويباع؟


لماذا أنا بجانب هذا
الهَرِم الذي يدّعِي الشباب.


ولماذا يا أهلي؟
ودارت في بيته تائهة.

أين أنا الآن؟
ماحلّ بي؟


قلبي مكسور،
وفي أيّ أرض أنا أجولُ وأدور؟


يا ويلي،
أنا هنا في قصر خربِِ عفن،
مات الحب فيه، منذ دهور.


آه من ظلمك يا والدي!!

خذوني إلى أيّ حبيب،

يفرش لي كوخاً من حب،
ويملأه بالودِ ويزينه بالوردِ.


كيف أهبُ قلبي بالقوة لملكِِ
على عرشٍ خاوي!! 


كيف أنسى أرض الحب
و سماء الهوى.


كيف أقتل قلبي
وأخنق صدري بأنفاس المال.


لا وألف لا!!
لا أريده..


سأعود أدراجي وأهرب
من خربة اسمها قصره.


وحُبست الحالمة رغماً عنها
في وهم اسمه قصر.


وإلى الآن لم تجد مخرجاً
من حكم اسمه قهُر الرجال.


القصة حقيقة
سوزان عون

2015-10-29

الوحيد من يباغت هجرتك



للماضي لون غريب
كجزيرة خضراء لم تيأس.
بدون حدود
أو موانئ.
قوارب شبه محطمة من خشب أبيض
وأشرعة حاصرها الليل البهيم.

العاصفة هدأت
ولكن كسّرت معظم الأشياء.
حتى الذكريات.

وعدتني
جاء وقت الوعد ولم تأتِ!!
 الذكريات تجعل
القلوب في حصار
بل تائهة.
وأزهارك البيضاء
التي لم تتفتح بتلاتها بعد
ما زالت بِكراً.
وأنت ماضِِ في تحطيم
حتى سنوات العمر.
عد كما كنت
أو لا تعد.
فالانتظار شيء مؤلم.
ما يدريني
 إنّ زهّر موسم الحب
 ومن جديد.

ها هي غيومك البيضاء
تتجمع لموسم دافيء سعيد.
وتعد العدة للسفر
والتحليق.
اسألها
لربما أضاعت الطريق.
دروبك المغلقة مسدودة تماما
اجتياحك المفاجئ لقلبي أنهكني.
ومن ثم طيرانك الغير المبرر
فمتى تتحرر؟
أسئلة برسم الرد.
رسالتي أرسلتها لك 
مع ضوء القمر
فهو الوحيد من يباغت هجرتك.
صوت المطر يطربني.
وأنت كنت المطر والغيث لأرضي.
فآه لو تمطر أحلامي!!


سوزان عون

2015-10-26

مبعدونَ



مبعدونَ نحنُ خلفَ
كواليس من كلمات. 

نخشى على الفرح المحاصرِ
من نبضاتٍ حزينة،
فنضحك.

نتوقُ لخيالاتٍ تَسكُنُنا،
فنَراها تمّر أمام أعيننا،
تحدّثنا..
ونحدّثها. 


تشتاقُ الرّوح ُلها،
تُحاصِرنا أصواتها،
فنأنسُ بأطيافها.


نرتادُ أماكنَ زُرناها معا،
فاح فيها أريج عطرنا.


ينتابنا بعد ذلك،
صمت يدور ويدور.


يذري الزمنُ على دروبنا
رماداً من احتراق.


والعين قلقة تُسجل،
تعبت من الانتظار. 


نجمعُ قطرات من تساؤلات،
خزّنها العمر في صندوق عجيب،
اسمه القلب.


وأحاديثنا المسجونة في رسائل،
مطويّة بلا أفق. 


كورق أصفر يكبر كل يوم،
نخشى عليه من السكون.


نذبحُ بمهارة كلّ قصة،
ونترك النهاية
مشرّعة بلا خاتمة.


نتركُ على جسور مددناها
وخطونا عليها،
آثار للحظات ناقصة وعناق.


نحلم بمطر وعطر وسفر.

ويغسلنا الليل بمزن معتقة،
وتضمنا أجنحة السماء.


والنجم البعيد يشاكس
حتى الرمق الأخير.


سوزان عون

2015-10-16

في رحم كربلاء



وقافيةٌ تسجدُ في محرابِ الحسين،
ولهبٌ احتضنَ خياماً أشعلتها السهام.


يا أبا عبد الله..

أطْرّقَ البوحُ رأْسَهُ
في حُضُورِكَ خجلا.


وتسامتْ ذرّات الوجود،
واعتلتْ سُلُّمَ الرّيحان،
مَرْتَبة واستقامة.


فمَا هَمّ الُمغَيبينَ 
بينَ أسْرِجَة اللِقاء،

والقلبُ كعبة الوجودِ 

الأسمى ليوم القيامة؟

والشّعرُ يُكابِدُ قَرِيحةً،
كأنّهُ قُربانُ المحبين الأزلي.


ومُناجاةُ التائبين أصدقُ صلاة،
يَمْهَرها الإخلاص لأرحم الراحمين.



مراتبُ الزمان كأعمارنا،
تهرمُ كلما هرمنا.


إلا السفر للعلياء،
فكلما أوغلنا فيه،
ازددنا كرامة.


في رحم كربلاء،
تكّونَ الفجرُ الجديد.


وخرج صوت الحرية مزلزلاََ
عروش الفاسدين على مرّ السنين.


ويعلو النداء لهذا القلب
المتشظي لحفيد الحبيب،
واحسيناه.


كربلاء..
مُدّي يديكِ المُعفّرة 

بِترابِ العزّة.

صُبّي كؤوساً
من معين مصفى.


لشفاه ذابت عطشاً،
تقرباً للملك الرحمن.


اسْكِتي صهيلَ خيل
مذبوحة فرسانها،


ارتفعوا مقطعين
لرب السماء.


أين كفّاك يا عباس؟

وأين أصابك السهم 

يا علي الأكبر؟

أين وليدكِ العطشان
 يا رباب؟

كربلاء
اليوم، نحتاجُ دُروسكِ أكثر.


الطغيان مستبد..
والظلام يستعد..
والساحات سجينة.


راياتٌ كخفافيش الليل،
كشّرتْ عن أسنانها.


ترتدي حقداً دفينا،
لتنقضّ على عنق الحرية.


والنور القادم يلّوح بذي الفقار،
يصرخ: يا محمد، قم.


كربلاء..
من لنا غير سيوف نصركِ نهزّها
ونرفعها عالياََ بوجه العتاة؟


ومن لنا غيرُ أيدي أفلاكٍ،
 تبلسم أخاديد
حفرها الزمان في قلب التاريخ؟


ارفعي الظلم عن 
كواهل لم تيأس

وصوتها صرخة حقٍ بوجه

 جبابرة العروش.

تفننوا بغيّهم وظلمهم
 في تقطيع أواصر الأمان،
بين قلوبنا وزمانهم.


أيها الرياحي،
أتدري كيف نجوت بنفسك،
عندما أخمدتَ نداء الشك،


واتّبعتَ النور.

لبيتَ تراتيل الملائكة،
وسلكتَ دروب الخالدين.


كنت على شفا السقوط
في هاوية الفتن.


فرفعك الله لعرش الكبرياء،
عند حياض الرسول الأوفى.


فمحبة آل النبي،
كرامة لنا ليوم الدين.

سوزان عون

2015-10-12

ما نسيتكِ يا فلسطين


الجدران حولي محايدة،
لا بصيص لأي متنفس.

الحزن بلغ رشده،
وجهي أخرس كوجعي. 

 الأفكار مثقوبة،
كقِربٍ بالية.

لا وجهة لي إلا السماء،
تحجر العطر في قارورتي.

يدي تنزفُ حبراً أسود،
ويسيل الدم من عيني.

أفتش عن ورقة بيضاء،
لأدوّن عليها ما تبقّى من أنفاسي.

حشرجة في حلقي كيوم
يفارق عمري بلا رجعة،
وكيوم تفارق الأم أولادها. 

توقف أيها الزمان الأمرد،
 خذ معك ما تركت لي من حقائب.

خذ معك آهاتي وذكرياتي.. 

خذ معك حتى تلك الدروب
التي رسمتها لي.. 

فما عدت أخطو عليها،
فحجارتها أسنّة ومحاريث. 

فقأ الحزن عين الشمس،
فبكيت غروباً على بيت لحم،
واحتراقاً على بيت المقدس. 

أتدرون من أنا؟

أتعرفون حجم أوجاع 
قلبي الممزق؟

أنا فلسطين السليبة
أناديكم..

ما بالكم لا تسمعون،
كأن قلوبكم فيها صمم؟

ما بالكم ﻻ تمسكُون الريح،
كأن أيديكم أصابها العطب؟

الصوتُ يرتدُ في الحشا مرتبكاً،
  جفّت أمطار الغيم، 
وأصابني الهرم..

سوزان عون

فلسطين أنا فأعيدوني








الحَصَادُ آتٍ.

شهادات من أقوالٍ
ما تطابقت يوماً مع الأحياء.

لمَ كسرتَ وخالفت القلوب
إِن كنتَ بشريا؟

كأنك لم تحفظ
درسكَ كالعادة؟

جَاء المعاد، واليوم
سنقرأ مَا دَرسناه وحفظناه.

كل يوم، أسكن هذا المكان
وأشعرُ بذات الغُربة..

ألِفتُ المكان،
ولكن المَكان لم يَألفنِي بعد.

أنَا الموعودة بالفجر الآتي،
الصابرة كأمٍ من أرضي.

رضيعي مُزَنَر بِقِماطٍ من ألم.

يصرخ في اليومِ ألفُ مرة،
يجادلني فيخفق.

مزقوا الصفحات،
حاصروا تاريخي بسياج من خرافات
وكذب وعنصرية.

لونوا وجهي بلون
مغاير عن أَرْضِي.

أنا الحمراء المخضبة بدمي،
الخضراء المحروقة سنابلي،
والزيتون تحول لفحم أسود.

أنا بيضاء الكف،
مبتورة الأوصال.

زرعَوا أرضي أجسادا من أولادي،
فهل عرفتموني؟

أّنا القلب المقطوع من جسد أمتي،
أنا يا صاحبي فلسطين،
فأعيدوني..

سوزان عون


2015-10-11

أنا أحب فلسطين

 أحبوا فلسطين.. 

أسكتتني مرافئ الوجع حولي. 

يد من حطام، تشعل مواقد
 الحطب بلهب لئيم.

صوت قرقعة ليست لأوانٍ معدنية.
عيون يسكنها الغروب.. 
الأنفاس الخاوية.

شموخ لف الصدور،
فانتحبت الأرواح.. 

أسوار حول الصدقات،
يا لقلبكم..

صخور الأرض تئن من ثقلها. 

غيوم الصحاري اعتصرها المشهد،
رملها أعمى القلوب. 

ابن آدم منغمس في بحار مظلمة،
بدون مراكب أو أشرعة. 

راياته مموهة تائهة،
مخادع أيها الغارق في
 وحول جهلك.

انظر حولك، 
هذه طفلة أضناها الليل الطويل. 

أسألك:
 أين طفولتها المسلوبة 
بين أسنان طمعك وجشعك؟

أين بسمتها المسروقة
لأرضي عروس الأرض.

سوزان عون

2015-10-10

وفاضَت كأسُ الذكرى


وفاضَت كأسُ الذكرى في محرمٍ
وباغتني إليها الرحيل.

كربلاءُ سهمُ أوجاعٍ قانٍ،
في ليلٍ حالكٍ طويل. 

ثورةُ حقٍ سَطَرتْ مَلحمةً على
جبينِ المجدِ، ما لها من تبديل.


كربلاء..
دربُ أنبياءٍ..


إشراقاتُ تفانٍ لصفوةٍ في التنزيل.


زيتٌ من شجرٍ مباركٍ، سنا
كواكب دُريّة، إرثٌ ما له مثيل.


شعلة حقٍ ما انطفأ وهجها،
آه لوجعِ زينب ولِصدرها العليل. 


سوزان عون