Powered By Blogger

2016-03-25

فهل هناك في الدنيا أنثى غيري تُشبهك؟


الحبُ أصابَ سَردي بمّسٍ من الشوق،
فلا تسترسل بالغناءِ لغيري.

ناقمةٌ على خطواتٍ
سَنّها الزمانُ وأبعدكَ عني.

فهل هناك في الدنيا
أنثى غيري تُشبهك؟

افتحْ نوافذ المشاعر،
ودعني أستقرُ
بين مساماتِ الاستمرار.

ثمرةٌ أنا بأريجِ الحقول.

الغربةُ القابعةُ بين شفتيَّ
أقحلتْ صوتي.

فانفخْ عليّ من سمرتِكَ لأتعطر.

وأدّسكَ عطراً بين المسافاتِ،
من عسلٍ ورحيق.

أطربني بقصيدة،
ولو كانت وحيدة.

رايتك الفواحة،
ربيعٌ وأقحوان.

تراقبُ سُحبي فتندثر،
فمن أيّ الغزاةِ أنت؟

ما زلتُ أحارُ بأسئلتكَ،
ولطفكَ.

أسألك:
أهو الاكتمال؟

أحملُ على ظهري
مساحة نصف أرض كأرضنا.

وموقع قدمي يهوي بي
بين فراديسِ الأبدية.

فلا أهوى التحليق
إلا لأبلغ موتي بتؤدة.

 تخترقُ الحجب،
وترتقي لسماءِ البوح،
 لستُ أدري ماذا أفعل؟

تُلهمني، وصوتكَ يمنحُ الصفاء لروحي،
وأنا أحلّقُ بِسمعي..

 وجدتُ سُكوني تحت جناحيك،
فلا تبتسم خجلاً أو تتوارى.

 أهوى بالروح، وأتكاثرُ نثراً،
لا تغب فأتألم.

وبين يديك أتحرر
وأتنفس بكل قوة.

 من كلمةٍ واحدة،
من تراتيلٍ، أخشعُ !!

 هي الروح خرجتْ من قممِ العدم،
لترتفع في الهواءِ كملاكٍ شُغف بِلقاء.

الحياةُ فنٌ متكامل،
لولا آدم ما خلقتْ حواء،
ولولا حواء ما عزفَ الكونُ ترانيمهِ
المدهشة.

انبهارُ النور بالنور.

ولولا الشمس ما نضجتْ مواسم
أو سنابل وتآلفتْ قلوب.

لغة الوجود أن أقرأ
لكَ بقلبٍ ناطق،
وأرقبُ البداية الآتية.

واليوم، أدعوكَ
لترسمني البداية والنهاية،
بل كل الحكاية.

سوزان عون

2016-03-21

بالله عليك ِ يا أمي



نجمة قد طرقت أبواب القدر
 يا رفيقي ها الدرب من هنا.

أنسيت؟

أم تاهت بك المراكب،
أو دفعتك موجة من اغتراب.

يضنيني ذلك السكوت والوجوم.
الجو من حولي أخرس.

قد ذبح وريد شمسه،
 فاستحالت العودة.

والأرض عطشى لرحيق الليمون
وغصون الزيتون.

فإذا دعتك سفن الرحيل
إلى مرافئي، فتريث.

فربما الريح تمازحك.

أرجم تمثال السكوت
 بحجارة من عتب.

وأطوف حول كعبة 
القلب بوشاح من حرير.

 أمسك حبات من سعادة.

آه لو يسيل دمي على
 أرضكِ يا أمي.

ستقرأين عتبي الملجوم
 برباط من صبر.

بالله عليك ِ يا أمي،
ابقِ عيون المغادرين مصوبة
نحو الفجر البعيد.

أيتها الأرض،
ما أبعدكِ عني،
وما أبعد طير الغرب الأسمر.

و يا رمالها،
ما بكِ؟

مالكِ ومالي؟

لمَ تتربصين لقرص الشمس الأصفر؟

أنا تلك الأقحوانة
 المحترفة اصفرارا.

ما عاد يهمني 
السطوع أو احتراق.

 منذ قرون، وأنا 
ألبس قلبي رداء من تفكر وصبر.

مغامرة حتى الرمق الأخير.

إذا سألك الشوق عني
فقل له غريبة في بلاد بعيدة.

كيف أغادر؟
أخبرني أنت بالله عليك كيف؟

سوزان عون
أستراليا

2016-03-20

النفسُ أمّارة بكَ







النفسُ أمّارة بكَ،
ولكن كحسنةٍ أُكفّرُ
بها عن صمتي.


قصائدي الآتية تَشدُّ
عزيمتها بحلم،


وأنفاسها تتصاعدُ
دوماً بحبكةٍ غريبة.


تتنفسُ ألواناً،
وتصدرُ أصواتاً مرعبة..


باقة من نرجسٍ ملقاة
على قارعةِ ليل.




أزّقتها لوحات خاصة.


كغجرية لا تعرف سحر طلتها،
ترقصُ بوجعٍ،


ثوبها مزركش بكل
ألوان الحياة.


ويسقط منديلها
عن جبينها مرارا،


فيتسارعُ النبضُ،
كفرسٍ أضاعَ الوجهةَ في سباق.



لا تتعبي يا حلوة !!


فقوس المطر بيدي،
أسقي به عمركِ ساعة أشاء.


هلّمي واجمعي ما شئتِ من حنين،
فأنا أنتظركِ
بشوقٍ مع كلّ شروق.


وأختمُ قصتي دوماً معه بحكاية
تعلّمتُ فيها
من الدنيا فن الانتظار.



أنتَ تلك الواحة الجاثمة
بتؤدةٍ وحنانٍ
وسط صحراء هذا العمر.


عطركَ يُرسلُ نفحات
من كتاب الذكرى،


فتتألقُ المسافات
ما بيننا،
وأغصُّ بالوجع القادم
مرّة أخرى. 

سوزان عون




سأغلقُ صفحات روايتي عنك


سأغلقُ صفحات روايتي عنك،
وبعدها لن تجد لي طريقاً.

حسمتُ النقاش حولّ الخاتمات،
فلا حبكة باتت تعجبني.

كأنك من مريخ لا يبعد
عن زاوية أو مفرق قريتي.

كأنك لا تدري،
أن القلوب هي التي تسافر !!

أقحمتَ نفسكَ بين سجلات أنفاسي،
وزرعتَ اسمكَ في صفحات ديواني،
كأنّك كل فصوله.

قصائدي أرضٌ، تتفتحُ مساماتها كل حين،
 لتلد للغد الآتي زنابق وأعجوبات.

اسمع مني،
ارجعْ تلك الحقائب
التي ركنّتها أمام باب العروج !!

أو طِرْ في أقرب فرصة،
لعلي ألقاكَ هناك،
على غدير السكون والحنين،
أو بين شقائق الأرض الحمراء العطشى.

متورطةٌ بكَ بلا خاتمة،
وحبيسةٌ بين أقواسٍ من كلّ لون.

أتخابطُ مع درب الرجوعِ،
فأفشل..

أكرهُ الفاصلة والنقطة والكسرة،
ولحظاتٍ بلا حلم..

متدثرةٌ بغلاف
نقشهُ من ذهب.

وأرجمُ شرود قواربي بدمعٍ
إن أخفقوا في نظم قافية لكَ.

أو أنشودة تُعْلِمُكَ
بأنكَ قصيدتي الوحيدة.

قصتي بلا فصول،
وبلا نهاية.

وتلك الراقصة التي ارتقت
على سلّم الحضارات،
لا زالت تنتظرك.

سوزان عون

امرأة تتنفس هواك



للغد حكاية
ولون آخر وتاريخ.

دروب مفروشة بأمل
نحن من يصنعه.

حروفك حزمة من ضياء
بل حقل أخضر.

مرجٌ بزهر أحمر
شرر من حب تطاير.

أنا لا أغيب
وأنت في القلب
الحبيب وللروح
البلسم والطبيب.

و بدونك عيشي
لا يطيب.

قطرة قطرة
سقيتني حبك، حتى
بت أخاف الغرق.

وهذه قصائدي
كلها تنطق اسمك.

أعدك، ستبقى بسمة
العمر الجميل
مهما طالت ليالي العمر.

لك مني عطر، من
ألف وردة.

 فأنا امرأة تتنفس
هواك لتحيا.
سوزان عون


كلمةٍ سحريّةٍ



بأيّ كلمةٍ سحريّةٍ
تفتحُ أبوابَ عروجكَ،
قل لي..

أسمعك..

غريبٌ كيف تُغرّدُ
الأماني بين يديك.

وكيف تُحلّق أسرابَ
الوالهين خلفك.

نايكَ من قصبٍ مذهبٍ،
وأوتاركَ تعزف لحناً أبدياً.

أعشقهُ حتى آخرِ رمق.

أنا طيرٌ مهاجر،
يبحثُ عن الربيع.

والفصول الأربعة
في جنتك.

كلما استعدّتْ أرضي للربيع،
اختفتْ مُزنكَ الضاحكة
بين المدن.

فتعطشُ أوردتي من جديد.

تتوارى خلف جبال صمتك،
وقمم سكونك،
ولونكَ جميلٌ أحبّه.

الوديانُ تعجُّ بالعجب،
وتلك القوافل من فرَاشٍ
لن يحترق.

نارُ المحبين كنارِ إبراهيم
من بردٍ وسلام.

ارفعْ صوتَ تفكيرك
لأسمعهُ لحناً، فأرتديه.

وأقطفُ لكَ بعدها
باقةً من عطري
المرافق لصراخ
الأنهار ورذاذه.

لن تندم، أعدكَ..
فكُحلي من تراب الأرض.

وأنا طفلة الحقول
وصوتي حاصرهُ صوتك.
                                                                           سوزان  عون

العرشُ سليمانيّ


مسجورةُ الروحِ والقافية،
تلكَ العينُ المرتقبة.

تُراوغُ بقلبينٍ كطيرٍ طليق،
تُصفقُ بين الخافقين
بصوت خافت.

ارتحالُ هدهدٍ لمملكة،
والعرشُ سليمانيّ.

سوزان عون

نازحةٌ أنا أُفتشُ




نازحةٌ أنا أُفتشُ عن أقربِ
غيمةٍ في عوالم بعيدةٍ
أو بيتٍ في مرّيخٍ أمين.

أدقُّ أبواباً متباعدة،
 
أبحثُ عن مجرّاتٍ آهلةٍ بالإنسانِ
والمحبّة والحنين.

ترحالي لم يتوقف مذْ وطأتُ هذه الأرض
أحلمُ بتاريخٍ أقدّسه
وحضارات من فخر ثمين.

فلغتي مثقلةٌ في صوتها بحّة وصدى
أخفيها في صندوق حصين.

أحملُ أمتعةً من قلمٍ وورق
لن ينال مني أيّ خريف مسكين.

وهذا القلب المترعُ بالحبِ
المحاصرِ بالشجون،
 
هو كلّ حقائبي على مرّ السنين.

لا أريدُ من ملح هذه
الأرض ولا من خُبزها

فالأكفّ من دون حرية
والصوت مخنوق سجين.

وبحارها من جُلمودٍ 

وقمحها قاسٍ لا يطيب
 
وتربتها تتلوى من حرارة
نجيع مستمرٍّ حزين
.

أحلمُ وأحلمُ حتى أخر رمق
ولو قطع مني الوتين.

وتسربل حُلمي بحلةٍ
من صبرٍ وانتظار،

لا نهاية لحلمٍ تغذّى
على قوت الصابرين



نازحةٌ أنا أُفتشُ عن خيمةٍ
من رهبةٍ وخشوع،

أستظلُ بها عند اشتداد
الألم والأنين
.

وعلى أجنحة سلام ولون زاهٍ يُحاصر وجهي،
أرتقبُ سفراً لقِدّيسين.

أُقارعُ سُيوف الوحْشَةِ بِدروعٍ من نور،
ألتحفُ بعدها أصوات كلّ المطمئنين.


وتعدو حولي جياد تَصهُلُ عند كل مفترق
زيّنتُهُ بياسمينٍ وأشجار من زيتون وتين.


سوزان عون