Powered By Blogger

2014-06-24

امرأة في مراكب الرحيل

أمّا مُعلّمي أنا، فقد وسمني
شاعرة وأنطقَ مخيّلتي.

فرسمتهُ بُرْعماً يانعاً،
أتفيأُ نُضرتهِ
عن اليمين والشمائل.

يُرَبّتُ على كتفِ
المساءِ ليعدّلَ سُلطته.

أخشاهُ..
خِلْسة السكون،
وتكوّر ضياء البدر.

يُمازحُ قناديل الليل

ورَمْيَتُهُ حَجرٌ في دوامة.

لا عليك
 خطوات الابتهال
لا زالت عالقة

  ونافذة القلب
 مرصعة بأقحوانات
 بريّة ككل سنة

 وفصولها الربيعية
 الأربع تعانقها
 من كل الجهات

سألني يوما : هل
 تُجِدين التأمل؟

فأجبته: أمامك يتلعثم
لساني كوليد
 ينطق لأول مرة

فأصبرُ لعلني أبرع به
 عند استعار الشوق

 وترقص
 القصائد على جمر المداد

  الحياة بسمة
 دم شفيف الظل
 في شرايين القلب
لا يباغته الفراق

أيها الزمان الأسير
في عينيها، هناك
قديسة تصلي في محراب
 الأتقياء.

  منحها الزمان شريان
 نابض بالرحيل.

اللوحة من رسوماتي 

واسمها امرأة في مراكب الرحيل.

سوزان عون
أستراليا

2014-06-22

تركتُ لك منديلي




أتيتُ كما وعدتكَ
 فلم أجدك

تركتُ لك
منديلي
وبعض عطري

ونقشتُ عليه بحرفي
كلمات صغيرة
فيها صوتي
أتيتُ كما وعدتك

وها أنا رجعت
سوزان عون

2014-06-19

كنتَ انتظاري


أدمنتُ دوحتك وواحة الهامك
وكنتَ انتظاري 


وناجيتُ الأبعاد

 والمسافات

وكم جمعتُ في سلال البوح 

بعض النجمات من الأفق
 وعلقتها قناديل 

فهكذا تبدأ أولى الخطوات نحو المآب
لا تظن لساني بات أخرسا
 أو يدي جمدت خشية

فلا تكتبُ
وتتوارى كقمر يلاعب غيمات سكارى
 
مركبك يتهادى
 فوق بحور الدهشة



تخط باليمين فرحا
وترسم بالشمال خطا من ذهب

سوزان عون

مُثْقَلَةٌ مُزنُ الأشواقِ

الصورة من رسوماتي
 

مُثْقَلَةٌ مُزنُ الأشواقِ
والوردُ تراقصَ
في حضنِ الصباح

ترانيمٌ من ألقٍٍ
أجملُ من توردِ
وجناتِ التفاح

صباحكمُ مُتأنِقٌ
من وردٍ باسمٍ فواح.

سوزان عون

بُليتُ بغيابٍ متفرّس ٍ


بُليتُ بغيابٍ متفرّس ٍ
والكأسُ المطلوب من مُدام
 
والذكرى أرْختْ سُدُولَها
والجرحُ مُوغلٌ هدّام

والعينُ مُزْدانةٌ بِتصبّرٍ
  بين مُناهدة واستسلام

اصفحُ عن غيابه مُلاطَفةً
وسطوة قَربه جُلُ المرام

طاووسٌ مختالٌ والأعجب
ريشهُ مذهّب من سِهامِ !!

وأكفّهِ طيف مُسَوّر
لدمعٍ هَاملٍ باحترام

زَفْنِي للهوى ووجدُ وصالهِ
شمس سطعت لأعوام

ِ مستسلما أتيتُكِ
  ففي الهوى لا قيد أو لجامِ 

  أحارُ بحالي فلا وصف
ولحبكِ ينحني القوام

اعذري صمتي وقلة حيلتي
وابتسمي دوما للأيام

  قلبي من الجوى
تفتت وسناه من شوق وغرام

  غابتْ قريحتي 
غيابٌ قسريٌ وبعده لقاء وانسجام

سوزان عون

تنعتني بأنني امرأة

 
أُغمضُ عيني الأفق
لأحبس الغبطة عن طريق الضياع
وأدنو وأرتبك وأنزل عن قلبي
ألف عام
من الوصول


وتتوه كل الأسماء
إلا ذلك الأفق الغيور الأسمر

والبعد المترامي بين جناحيك
شِباكٌ أخضر يلتقط ألف قصة وقصة

 
اعطني وريقات الاندهاش
لأزين شجرات العمر والعمر
بات على أعتاب السكون


ورحلة بين بوابات الحظ تائهة
تذرف من حروفها قطع خبز جائعة
بألف لون ولون




سنواتي الخصيبة تَعد معي
وتتشت كسديم ضربه النماء
احملني ريشة وخضب لون المدن
 ارسمني بعدا ثامنا
دعني في ذهولي ولا تكسر اقحوانا يرتقب


أنا يتيمة الأفق وواحة الهامك
كمٌ هائل من الصراخ

 الفرار إليك طريق مسدود
والعودة طواحين مرمّمة

كلما أتيتكَ فاتحة لأذرع قلبي
أفرّ مجددا من
الضجيج


وساقية الشوق تلتوي
كدرب شقتْ بين قلبين

وريدي المخضب عربون استمراري
وخيالي يطرحني كثمار سقطت في هوة سحيقة
أتلاشى في جفنك كحفنة من عبير


أتذمر من صروحك المشيدة
وأتذكر كيف رممنا ذلك السقوط
واعتلينا قمم الورود ونسيم رسم هدب الحنين لمسافات طويلة

أنا أيلولك الوحيد
وكل أزهاري أجففها لأتبخر بها كل
ليلة في مواقد البرد القادمة

 وأعبْرُ فوق أنين أداريه
وأواري سوءته بدفن لائق

والحوت لفظني لأزرع
 يقطين ٍ

بعد أن اصفرت أوراقك
وتهاوى ورقها مخلفا سقوطا مؤلما
هل عرفت كيف تسكنني؟
تنعتني بأنني امرأة وأنا علامة فارقة
بل وتعب
جمعني ورسمني لك علامة تعجب صاخبة
وكل التواريخ أكررها
كصلاة في ليل طويل الأمد لأغلق باب الارتباك
واستمر

 رغم كل سياط التحدي
أمنحك قطب الأرض المساوي لحياة
 أقرأ عليها كل المعوذات لئلا تغرق
انظر إلى كفي
كيف سال وجعي
وتاهت خيوطها
وانتبهت كل صرخاتي.
سوزان عون

2014-06-15

البحر لجّةٌ من عتب


 
والبحر لجّةٌ من عتب..  والزجاجة كأنها كوكب دري 
وعلى الرسالة لصقت قلبي
 
 
فكّ رموز كل تلك اللغات
وسلّط عليه بأس سحرة فرعون
 
هي شارة ضوء هاربة
مستقرها نظرة
 
إن أمطرت!!
ستغرق الروح مواسم وبيادر
 
 
وانسابت قصائد البردي
معلنة الحرب

من قال لك؟

لا عليك ..
لن أبرح مكاني ولن أطرح الأسئلة
 ولو أمضي حقبا
 
يُحنط الذكرى كمومياء لئلا تموت
ويحفظها في هرم القلب زخرفات أبدية.
 
سوزان عون


2014-06-12

مُغَادِرَةٌ إلى حيثُ أنا

 
 
مُغَادِرَةٌ إلى حيثُ أنا
أكسِرُ صمتكَ والسكون

مسالمةٌ كليلٍ صامتٍ
والفجرُ كثيرُ العيون

والندى أضحوكة قلب
زيّنه طيفك والشجون

أغادر أنا إلى حيث تكون
فأمزج اللون باللون
 
 
سوزان عون

توطّن تعبي بوشاح



غريبةٌ بين أكفٍّ بأصواتٍ


أقلّبهم كمن أصابهُ
مسٌ من وحي وهوس

 مسكوبٌ حبري
العبيط كنهرٍ بلا خلايا

يجري كمدار رتقٍ
يعود بي لدهاليزٍ مقفرة

وطيور البعد الأزرق
تحوم فوق رأسي

كأنني جزيرة نائية
ملقاة في مجرة العدم

أسقط من الهوة
السوداء كبرق أعمى

أطرق برأسي
وجهي ووجعي، كمسمار باسق


والموج الأخرس يضرب حافة المرفأ
تتأرجح زوارق خاطرتي
بين حفنات من تراب ورحلات كونية


هل أكتبُ بحبر قلبي
أم أترك الأمر لسطوة
تلّون كل تحياتي بلون بهيج؟


وحين وهلة وظلام
تعود كل الأسراب نحو الأفق


وتبقى الصرخات المدّوية
التي أوجعت رأس السماء
كأنه قوس الاشتياق يراودها عن نفسها


حتى الغيمات صرختْ بصوتها المضيء
فأشعلت رأسي بوميض من جديد


وبين الحنايا وعلى رؤوس الأشهاد
توطّن تعبي بوشاح حوّل عنقي.

سوزان عون

2014-06-11

كنجم ذبيح


وندفنُ كأن أصواتنا سكنت
أو كلماتنا اندثرت
لا يعلمون

ارتفع الجسد والروح 
لا زالت حولنا تحوم
  لا زالت

يرحلون ويزرعون دروبنا ذكريات ودموع وعبر
تومض صورهم كنجوم في ليل طويل

تجتاحنا أشيائهم 
ألوانهم وأصواتهم
صورهم وكلماتهم
                       
نتألم أكثر حين نحتاج صدقهم وحديثهم
ما أصعب افراغ الذاكرة منهم

رحلوا وتركوا بصماتهم حيّة تنبض فينا
ما أوجعها

كل نبضة تثير عاصفة جديدة من الحنين
دوامة كبيرة

نسقط فيها فندور كطاحونة فقدت العنوان
ونسيها التاريخ
                              
        
ويبقى صوتهم مدونات خالدة على جدران الحضارات التي
لا تغيب الشمس عنها أبداً

وتئنُ أصواتهم في محراب النور كنجم ذبيح على أعتاب الكون الفسيح.

سوزان عون

ابتسامة خجلى


 
يُمرجِحني غِيابكَ
كعطر ندّيٍ في مهب الحنين

وتضمّكَ باقة من ورود جوريّة
أخشى عليها كعينيّ من الانكسار

لا تبارح حديقتي
ولا تفلتْ أرجوحتي

والتصق الندى في عينيّ
وعلى رمشي دموعا


وابتسم الفجر البعيد
المتواري خلف هضاب وسهول وبحار
ابتسامة خجلى

ارتسمت على وجه حوريّة بحر تائهة
من قصص ألف ليلة وويلة

يا أيها الوحي ..

من وادي العشق الأبدي
 نسّم على نوافذ القلب

 فهذه رسالة لك لوحدك
 كتبتها باختصار.


سوزان عون

الشوقِ قوافل



حروبٌ مسالمةٌ من حروفِِ
ومن الشوقِ قوافل

له أتصدى برقة، فيدنو منى
عطرا، فأستقي فأساجل

علمني الفرح
وكيف أبتسم للغضب
النازل

ازرعني على درب 
الحب الأخضر زهرا، كمناضل

مهما هزني الحنين
ومهما قاسمني الزمن الحاصل

لن أنهزم عنك يوما
 يا حبي أو أفاضل

أصاحبهُ في أحلامهِ
كعناق المجد للقمم
 آه ثم آه من حديثه الهاطل

هزّني اللقاء
 فقال لي: أنا في عينيكِ الحبيب
المقاتل
 
لا ترحل عني  يا زماني
 بعد أن حملني الهوى
 وقلبي للقياكَ يقاتل
 
فأنت إنسانُ عيني
كم فرِح بك دمعي الهاطل

وكم تاقتْ خدودي
 لتلك المباسم
الأفاضل
 
خذني إليك متى شئت
في قلبك رنين صاهل.

سوزان عون