Powered By Blogger

2016-03-06

ليت للأرض عيونا



للغائبين ظلالٌ أفتش عنها
بين خمائل الوجوه.

أُمسكُ فرشاتي،
وأرسمهم بما خزّنه خيالي.

أسكبه عنداً،
فأصنعُ لوحةً من عجب.

لوحتي فلاحةٌ عصبت جبينها
بتراب الأرض، تمسكُ شعاعاً
من شمس الحقول وحفنة من قمحها.

يسيلُ من يديها ليمسك الأرض،
فيستحيلُ رمادا.

كانت في قديم الأزمنة،
تفترش بساطها الأخضر،
واليوم لا تذكر منه شيئا.

عقدت قرآنها على الفقر،
تبتسم ابتسامات ميتة
وتبكي بدمع فقد اللون.

يدوي سقوطه كانفجارات هذا القرن الأغبر،
مفردات أخرست الضحك.

وعيونٌ ترمقني بلا فم أو كلمات،
أرعبتني.

أراوغها لأفر منها، أهرول فأجد
نفسي عند نقطة البداية، وحيدة.

امتلأت جعبتي أوجاعاً
وقناص العمر البعيد،
يرشقني بغبار.

أكتب ولا يزال وجعي يزّنر خاصرتي،
كانت الكتابة سابقاً راحة.

أما الآن، فهي تذكرني بعام
نصبَ فيه الوجع أوتاده في مرابعي،،
فقد سرق قلمي.

وتلك الجبال على عاتقي،
أثقلني حملها.

أنهارٌ من دمعٍ يحن إلى يوم مولدي،
يسقي تجاعيد زماني،
فيلهب ذاكرتي من جديد.

أمدُ يدي فوق
 المسافات الطويلة
لأجتازها.

فيباغتني لهيب أسود ودخان.

بل بحار من أوزار وخطايا،
فلمَ يا ابن آدم؟

ليت للأرض عيوناً لتشهد.

 اللوحة بيد ابنتي
سوزان عون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق