Powered By Blogger

2017-04-20

ما غادرتني قط



 الضفاف تحتضن الموجات
 لينبلج العمر الأخضر.

السماء تتزين بقوس الله،
كعروسٍ متوجة بتاج البهاء.

الريح تعزف حنيني المخبأ
 داخل صندوق الجسد.

أسافر معها كل صباح،
لأزرع صوتاً جديدا.

خذ بيدي أيها الطير الشريد،
 سأعيدك إلى حيث حطّت أولى خطوات الأمل.

أسمع وقعها في أذني يرن،
أتسمعها معي؟

 خسئت المسافات التي شطرت
 ما بين مرافئ الأشواق وبيني،
وأعلنت أن الفراق سيد حتمي.

سيظل الزمان يردد صوتي
 الملقى خلف جبال الغربة.


ويظل نهر الأمل الذي شربتُ منه يجري،
ولو بعد رحيلي.


 خططتُ على صمت الرحيل
اسمي بمداد من ذهب، لن يجف أبداً.


سيذكرني المسافرون
 في محطات الحياة.


أنا الوجع المولود من خاصرة الآه،
ودموع اليتامى والمشتاقين.


يوماََ ما، سأزرع قصائدي
 على مفارق السنين ورودا.
وأقتسم أريجها مع المغتربين.

أنا المغادرة، رغم وجود الجسد.
والمسافرة نحو اللا عودة ولو لم أطر.

أحبس الأمتار عبرات ساكنة،
أفرح بهمس يطاردني ولو لم أسمعه.

 جمعتها أنقاض ماضٍ،
 وبنيت صرحي.

حطّمتُ صراخا، اجتث البغضاء
التي أسستها سنين الضياع.

أقف على تلةِ الأشواق،
أُنشئ شعراً من كحل العشاق.

أرفع نظراتي المتعبة،
 لتستقر على قمة الشموخ.


قال لي يوماً:
 ماذا فعلت أيام سكوني؟

فأجبته : ما غادرتني قط،
كنت تدركني رغم عصف المغيب.


سوزان عون