Powered By Blogger

2015-11-30

اختناق الحبر



كلما اشتدَ وجعُ الأيام، أهرعُ إلى الكتابةِ لأخففَ من وطأةِ الألمِ على الروح.

كأن الكتابة زجاجة دواء، أشربُ منها جرعات يوميّة، لكل يوم جرعة تختلفُ عن اليوم الآخر.
ظننتُ بأنني سأشفى سريعاْ، وربما أتوقف عن الكتابة. 

ولكن أرى بأنني قد أرحلُ يوماً ما، والقلم في يدي يخُطّ ويسكبُ من مدادهِ بلا توقف.

مقطع من اختناق الحبر.

سوزان عون

2015-11-24

إلى القدس

وهاج أنين ذكرياتي
وفاضت محاجر أدمعي. 


غزاني شوق رهيب للقياكِ

إعترتني حمى..
ومن ثم حزن. 


قبضت على نفسي،
أمسكتُ روحي،
ولكن أفلتت مني عبرات. 


سقطتْ بوجع،
سمعتُ صوتَ إنحدارها من عيني،
وجدتُ نفسي أتألمُ لغيابكِ.


ناديتكِ فلسطين..
فلم تسمعيني.. 


كسرتُ صوتي مرات ومرات،
إبتلعت شوقي،
ففاضت في حنايا
روحي حسرات حسرات. 


أغمضت عيني..
أوقفت رمشي..
قتلت حبي،
تحجرت أدمعي فوق خدي.
غريبة أنا الأن مع نفسي. 


أيها المستل خنجر غدرك،
توقف...توقف.
فكل خلية في جلدي تنزف. 


وكأنك لستَ في الدنيا
تعيش في كوكب ميت،

مع نفسك المتحجرة
من زمن الديناصورات. 


مسكين أنت يا قلبي
قد لفّتك شباك العنكبوت. 


قد سار في مجرى الروح،
دمٌ أحمر. 


دماء ما فقدت الحياة،

 ولكن إنكسر فيها الصوت.

على عتبة الحياة والموت،
قف، سأواجهك. 


أيها الغادر، سألعنك.. 

سأبحث عن سرك بين الممرات. 

ولكن، لن نركع لكَ،
فنحن شعوب
ما عشقنا الخذلان يوماً،
ولن نصفق لغادر، فرحا ورياء.. 


نحن جباه مشرقات،
نحن أعزّة،
في قلوبنا حسرات.


وأنتم،
على أجساد أحبتي،
قتلة بل حشرات. 


أنتم غزاة،
أنتم من انسانيتكم عراة. 


أنتم بأيديكم
لطّختم ونحرتم الأشراف في بلدي. 


سبيتم النسوة،
قتلتم الأطفال. 


أنتم سرقتم الحرية،
ونحن لكم بالمرصاد.

ونساؤنا
متحررات من جهلكم،
من غدركم،
وللشرف والحرية
والعنفوان،
ولفلسطين ولحبها  أسيرات.

سوزان عون


2015-11-18

إنه الحب إنه أنت

 
بنصفِ إغماضة،
أحضنُ صوتكِ
فيُحاصرني..

ونفقد الذاكرة..
 
أسماؤنا تاهت
 بين الحروف.

تُروضُ في قلبي
أزمنةً وأمكنةً بعيدة.


وتُجففُ أدمعي.. 

تحرقني شمسك،
وتسمّرُ جبهتي.

وتنضجُ لأجلك سنابلي.


إنه الحب..
إنه أنت.

سوزان عون

صامتٌ حتى في صخبي


بحق من لي ناداكِ وسرى.

وبحقِ قطرِ الندى الذي
على وريقات خديّكِ جرى.

و بحقِ من أسرجكِ اسماً جميلاً
في حياتي أشرق ومضى. 

صامتٌ حتى في صخبي..
أزرعُ أحداقي بين الحرفِ والحرفِ.

أتوارى بين الهمسات،
أحدّثُ الورق عن أمسي.

أذرفُ حبراً ملوناً،
يتساقطُ برقةِ خصلِ الشعرِ.


وأحاصر البوح في كتب،
وأسيجُ البصرَ بالخشبِ. 


  سوزان عون

تُسَيّرُني النُجُوم إليكِ



تُسَيّرُني النُجُوم إليكِ،
لأبلُغَ مَدَاركِ المزروع بالنور. 

فهوايتي قراءةُ خواطركِ.

تُسامرني النغماتُ لأكون لحناً
جميلاً في ترنيمتي إليكِ.
أشتاقُ أصواتها عِند الفجر
لأبلغ السكينة. 

مؤمنٌ بأنكِ أرض سنابلي.

وأضلاعي أوتادُ نفسكِ.

ورمشي مظلة لعينيكِ.

فأنتِ قمري الوحيد،
الذي لا خسوف له..

أتألمُ من غيابك،ِ ولو لم أخبركِ،
أبلسمُ قلبي بقصائدكِ.

الزمانُ المغيّب بيننا ميت،
كخريف أودعَ أوراقهُ 

عند أعتاب الاندثار.

بريقه خرافة،
 يتأرجحُ في الذاكرة.

يحلمُ بيد الريح ليرتفع، 

والريحُ بيدكِ.

أضعتُ مفاتيح جنتي،
وأنا عالقٌ في حناياها.

أنتظرُ وبيدي دفاتري
ورسائلكِ.

قلبي سارقٌ صغير،
تمرّس بالهروب بحنين عينيكِ.

حبيبتي..
كأنني اعتدتُ ظلال ياسمينتكِ.

سحابةٌ أخرى وأصطدمُ بسقفِ الحلم،
فأين ألتقيكِ؟

سوزان عون 

اُتْركه على فِطرته ليُبْصر



قال لي: اكتمي بريق وجدْكِ
إني أخاف الحاسدين.

وأمطري دمعاً ساجداً
فربي أقدرُ السامعين.


فقالت السماء:

دَعْ قلبكَ يُحلّق، 
ولا تلْحَقه.

 اُتْركه على فِطرته
 ليُبْصر.

سوزان عون

تُراقبني الحروف

 
تُراقبني الحروف
كُلّما هَممتُ بالكتابة.

تتقافزُ كجنياتِ الخيال،
 إنْ مسّها احتراق.

وتختبأ عني وتنتظرني،
كقدري الموعود ولو طال الغياب.

أحبها،
نعم أحبها..

 فهي رفيقة لي،
 لم تخذلني يوما.

في السراء والضراء
تشد من أزري.

عظيمةٌ هي كمفكرتي.

يكفي أنها دواء لقلبي،
 وبلسمٌ لكل العمر.

سوزان عون

2015-11-11

يدي خرساء كصوتي


أُواري الأفكارَ في
رحمِ الأرض رحمة بها.

وأصلبُ التاريخ على
شاهدها بترجمة محرّفة.



أصقل سقف الخواطر
بقبلٍ كاذبة.


كبعض الابتسامات
وكثير من البشر.


أغرز أقلامي في
خاصرة التاريخ لتصرخ مجدا.


وترابها كحل أسود
يسكنُ عيون مبصرة.
 
الشاطئ بعيد كمرافئي الضائعة,
لا قوارب نجاة لديّ إلا الصمت.

مسجونة داخل تربة تحتضر
والأرض حائرة بلا شمس. 


يدي خرساء
كصوتي..
كصرختي..
والصدى معلّقٌ لحينِ انتهاء. 


هذا وجعي أكتُبهُ هنا،
أحمله معي.


أغسلُ وجهَ القمرِ بدمعِ تبتلي.

والصلاةُ دربٌ معبّدٌ بالخشوع والارتقاء.


تائهٌ قلبي بين الناس،
يفتشُ عن سَكينةٍ أبديّة،
يطرقُ مسامعَ الصوامعِ بخجلٍ وحياء.


والدربُ إليها تعثّرٌ وصبّرٌ وإدماء.

أحلمُ بموتٍ راقٍ، بلا دموعٍ
ورِثاء.


الكلماتُ تائهةٌ داخل محبرتي،
تنزفُ غربةً، بين فجرٍ ومساء.


سوزان عون

2015-11-09

أفتشُ عن نفسي، فأينكَ؟



تبقيني أحاديثكَ عالقة
بين غيمةٍ وغيمة.


أتدلى كقمرٍ منيرٍ.


ألتهمُ خبزَ راحتيكَ، كلما
أوجعني الحنين.


أطوفُ في أروقة قلبك،
لعلني أجد متكأ. 


أتوقُ لحديث
واقتراب. 


في صوتكَ دفء الفصول،
وَاخضرار الحقول.


عذرا،،
قصائدكَ أردتني عاشقة.
 
متعبةٌ أجفان السهر،
تشتاقُ عمراً مضى.

لا أدري بأيّ كفّ أطرقُ بابكَ،
والمسافات أيدٍ تخنقني.

المكوثُ بعيداً أضناني.. 

صلبَ أنظاري على صليبِ الدهشة،
كصوت طاحونة يهدر. 

أفتشُ عن نفسي، فأينكَ؟

سوزان عون

دموع الليل

 
أعترفُ بأنّ دموع الليلِ
قناديل مشتعلة تطلبك.

وحروفك تتهادى كطوق
نجاة فوق صفحة وجه الكلمات. 

أيامكَ مزنِِ ماطرة
وأديم النهار 

وانهمار المشاعر وأغوارها.

أما صباحك، ففجرٌ جديدٌ
ويدك مدفأة تشرين.


صوتك منبثق من خيوط الفجر
ملتحف بضوء القمر.


الروح عليلة بداء اسمه

الشوقُ إليك،
أدعو الله ألا أبرأ منه أبدا.

تنتظرُ الأحلامُ معي تحتَ أشعةِ الشمس،
كترابٍ مفروشٍ تباغتُهُ ملوحة.

وأبحرُ كقاربٍ تائهٍ
 ضـلَّ الطريق..

والصخورُ تباغتني بالعتابِ

 من كلِّ الجهات.

يأسرني شوقي وصبري
الممتدانِ من عقلي إلى قلبي.


وفاح في الأرجاء أريجُ عطرِك..

يا له من مسكٍِ وقيد.


وحرفُك المبهمُ مكـتـوب
 بـمـدادٍ سـحري،
لا يقرؤه إلا أنا.


أنتظرُ بزوغَ هلالِك،
لأعلنَ حلولَ العيدِ عندي.


فمتى الاكتمال؟
ارسمني طيرا،
زهرة،
عطرا،
ارسمْني كما تشاء.


فأنا أجدُك أجملَ من كلِّ الأشياء.

سألني: أتشتاقين لي؟
فأجبته: لا أحبُّ الآفلين.


سوزان عون

2015-11-08

سفرٌ مع الروح



محاصرةٌ أحلامي بين إشارتين
والضوء الأخضر سنابلي.


أحملُ في حنايا الروح حماسةً.
والدرب المنظور، هو ذلك الأفق. 


لا أخشى الليل ولا الموت.
فقلبي ينبوع الحضارات، 

وصوتي الآتي من زمن أمي حواء.
 

اعْبُرْ بأوردتي دماً وحياة،
وكففْ دمعَ المنى والصبا.

مُتَورّدٌ كفي كجوريّة،
يسكُبُ عطرا وعذرا. 

الأمس واليوم وغدا.. 

تبتّلْ كصوتي في محرابِ البصيرة،
وخُذْ من قصائدي حتى ترضى. 

أتوبُ توبةَ العاشقين،
 وأندثرُ مع كلّ مغيب،
لأعودَ مع فجرٍ مبتسمٍ وصلاة.

سوزان عون

2015-11-01

ذكراه حاضرة



لأول مرة مسائي ساكن
كليلةٍ صيف لا هواء

 فيها أو صوت.

سكوت حزين..  


أنين لشجرة سنديان
وذكرى قد طواها النسيان.

وحلم يأبى أن يحتضر
يُخرج الروح بوجع.

بدمع  فيه صور وصور

يجمع
غصة ثم ألم.

حوّل المكان إلى متحف قديم.


أتسألني من أنا؟

  أنا حرف شريد
في مملكتك.

و تلك العنيدة 

التي رافقت قمرك.

  والمتألقة 

بنور شمسك.

  والغريبة التي

 لا تعرف إلا أنت.

  الحب
هنا..
وبراعم الزيتون..

وذكريات الصبا
وحقول الليمون..

هنا فرح الحاضر 

والآه والأنين.

هنا أحلام يومي وشوق الغد.

وفورة للقلب ودمع العين.

أغمضت عيني
ففاض الاشتياق والحنين.

  حاضر هو وإن غاب الجسد.

سوزان عون