Powered By Blogger

2016-12-23

في وداع سنة٢٠١٦

ها هي الأيام تتسابق لتقف
على أعتاب خط نهاية هذا العام قريبا.

 سترحل سنة من عمرنا
 فيها الكثير من الذكريات. 

بحلوها ومرّها، المهم رحلت، 
ونحن فيها الخاسرون.

خاسرون، لأننا خسرنا سنة 

من رزنامة هذا العمر.

 خاسرون لأن الحياة جميلة، فقمنا بتشويهها
  بمشاكلنا واختلافاتنا وحروبنا
 التي لا تنتهي وجرائمنا الكبيرة بحق الانسانية. 

المهم تعلمنا وحفظنا 

فيها الكثير وتناسينا الكثير.

 تعرفنا على أشخاص أحببناهم، وآخرين تمنينا لو لم نلتقِ بهم أو حتى نسمع بهم.

تأذينا منهم
وتعلمنا أنّ في الحياة دورس وعبر. 

 لا يهم، فلن نقف أمام تلك المحطات طويلا.

استمر القطار بالإنطلاق إلى محطات أخرى، 

جميلة ورقيقة.

فيها صنوف من البشر، ما وجدنا أجمل من قلوبهم، علينا دائماً أن نشكر الله على وجودهم معنا.

أنا من ناحيتي لن أنسى هؤلاء الملائكة (الذين وجدوا على صورة بشر) أبدا.
لهم مني كل الشكر والتقدير.

أرفع الدعاء لرب الأرض والسماء، أن يكلل خواتيم أعمالنا بالرضا والرحمة والمغفرة.


فعذراً من الذين أخطأت بحقهم،

وأرجو منهم السماح..   

 فلنكن دوما على أهبة الإستعداد قبل الرحيل،
أطال الله بأعماركم أحبتي، دمتم بود.


سوزان عون 
 سيدني أستراليا

2016-12-22

سوزان عون شاعرة في المهجر


سوزان عون
شاعرة في المهجر..

حاورها: حسين أحمد سليم

انطلاقاً من واجب نشر الحالات الإبداعيّة لكلّ خلاّق، والتّعريف به ونتاجه الإبداعيّ.

وتوكيداً وتجسيداْ وتوثيقاً لحالات التّفاعل الفكري والأدبي والفني، وتشكيلاً لرؤى الانسجام والتّكامل بين المبدع والإبداع والمتذوّق..


حملنا مسؤوليّتنا الأدبيّة التّكليفيّة التي وسمنا أنفسنا بها، وحزمنا أمرنا لتفعيل حركة فعل التّواصل الهادف، مع روّاد الأوجه الحضاريّة في المجتمع اللبناني أوّلا، ومن ثمّ المجتمع المحيط بنا عربيّاً وإقليميّاً ودوليّا.

لإلقاء الأضواء المدروسة على كلّ حالة إبداعيّة، والتّعريف بها، وتوثيقها ونشرها وتعميمها، لتكون نبراساً تقتدي به أجيالنا، ترسيخاً لقيامة صرح المجتمع الأرقى والأفضل.

لذا نتوجّه من حضرتكم بمجموعة أسئلتنا المدرجة أدناه، آملين أن تلقى استحسانكم تمهيداً للإجابة عليها بدقّة وعناية، لتأخذ مساراتها في عمليّة التّوثيق والتّعميم والنّشر في منظومة نشراتنا الإعلاميّة، دندنات، الكرامة، إشراقات، مريم، والمحترفون.

إضافة لبعض الصحف الرّقميّة والصّحف المحلّيّة..


آملين تعاونكم وتجاوبكم، شاكرين عنايتكم واهتمامكم.. 



١- هل يجد الكاتب ذاته من خلال الكتابة، ويُحقّق تطلّعاته؟
الكتابة هي تجربة ذاتية لصورة الواقع المنعكس على مرآة روح الكاتب وفكره ووجدانه، تترجم شعراً أو نثراً أو قصة أو رواية.
بإخراج هذه الفكرة وترجمتها إلى شعر سيشعر الكاتب بتحقيق ذاته، قهراً كان هذا المتحقق أم فرحاً، أم أي حالة شعورية تصيب الكاتب وتتفاعل معه أو يتفاعل معها.
من هنا كان الشعراء هم روّاد أممهم، وهم الذين قادوا ركب الحضارة ورفعوا مشاعل التنوير، وكانوا طوداً شامخاً تتكسّر عليه مؤامرات أعداء الأمة.
وهم اللسان الناطق لأمتهم يَرِدُ إليهم الظمآن الصادي والريان العادي.
هكذا كانوا وهكذا أستشعر أنا رسالتي، وسأكون.


٢- هل يتعامل الكاتب مع شكل معين للكتابة الأدبية؟
تلك مدارس أدبية مختلفة، فهناك من الشعراء الذين انتموا لمدرسة شعرية بعينها كالمدرسة الكلاسيكية أو المدرسة الرومانسية أو المدرسة الواقعية أو المدرسة التي ينتمي إليها كثر، من شعراء العصر الحديث، وهي المدرسة السريالية التي لا أحبذها كثيرا.

وهنالك من الشعراء من شرب هذه المدارس وكتب شعراً نتاجاً وخليطاً من هذه المدارس جميعها.

وإنني أحبذ كتابة الشعر الحرّ غير المغرق في الرمزية بعيداً عن التسطيح والسذاجة، في قالب يلتزم القافية ولا ألزم نفسي بوزن.

معرفة مني أن الوزن الشعري قد يقود الشاعر أحيانا إلى إلزام نفسه بما لا يستوجب إلزامها.

الكاتب الماهر الحاذق هو نتاج لتفاعله مع مدارس وأشكال كتابة الشعر ليس العربي فحسب وإنما الشعر العالمي ليكون مقنعاً مرغوباً ومجلوباً من جميع الأذواق عند المتلقي.


٣- هل الشكل الكتابي يقيد الكاتب، أم يُميّزه؟

كنت قد أجبت على هذا السؤال في السؤال السابق، أنا أرى أن من التزم شكلاً كتابياً بعينه، ينبغي أن يكون فحلاً من فحول الكتابة وجهبذاً من جهابذة العلم والشعر حتى يكون مقنعاً للمتلقي.

ولكني أفضل ألا يُلزم الكاتب نفسه بشكل أدبي ونمط واحد، بل يجعل لروحه منطلقاً وأفقاً ممتداً في عالم الكتابة ليقطف من كل حديقة أجمل زهره، ومن كل مدرسة أروع فنها.
ها هنا تتجلى عظمة الكتابة والكاتب.


٤- ما دور الواقع والخيال والبعد المرتجى في كتاباتكِ؟

الشعر ليس صورة حقيقية وإلا صار نثراً أو رواية.

الشعر صورة خيالية تقود إلى المحسوس وقديماً قالت العرب: أجمل الشعر أكذبه!!

أكتب الخيال واقعاً، وأترجم الحلم حقيقة، أصوغ الجمال فكرة، أحرر الواقع حلما، وأجعل الحلم واقعاً.

منطلقةٌ إلى كهوف ومغارات الأخْيّلة، سابحة في بحور اللاوعي، مغردة في الأفق الحالم والبعيد، أرسم بكلماتي رسماً، وأكتب بمداد القلب قبل القلم، جنوحا إلى الخيال وإمعانا في المحال، ونزولاً عند رغبة آلهة الحسن والجمال.

هكذا أنا خيالية تحلم بأن يصبح حلمها واقعا.


٥- هل يتأثر الكاتب بقضايا البيئة التي يعيش فيها؟

أكيد، وكيف لا يتأثر، وكيف لا يعايش قضايا بيئته فيصوغها شعراً وكلمات، تهز المشاعر وتنزف دماً وناراً.

تشعل الأيك، وتُسمع الناس أنين الناي المسافر في دم الشاعر وخلاياه، فيرفع وطنه إذا انخفض ويأخذ بيد الجاهل إلى جادة الصواب.

هكذا كان الشعراء رواد أمتهم ولسان حالها وهم أول من يقاوم وآخر من ينكسر.

ولكني أقول: أن هناك عالماً آخر للشاعر غير عالم بيئته وواقِعه، وهي تجارب ذاتية عظيمة التأثير.

فللكاتب أي كاتب عالمه الخاص البعيد كل البعد عن واقعه، إما جنوحاً إلى ماضٍ حزين، أو تنبؤا ً لما تحمله يد القدر في مستقبل الأيام، أو حالات مزاجية نادراً ما يشعر بها إلا المبدع نفسه.

٦- كيف يمكن معالجة القضايا من خلال كتابات الكاتب؟
الكتاب والشعراء والفلاسفة هم قادة الشعوب ورواد أمتهم إلى عالم التنوير، وإذا أردت أن تتعرف إلى أمة فتعرف إلى شعرائها وفلاسفتها.
وأقول: أرني شعراء أمة وكتابها وفلاسفتها أنبئك بمستقبلها.

بالشعر، بالرسم، بالفلسفة، بالقصة، بالرواية وبالمسرحية، نصنع مجتمعاً مستنيراً واعياً ومؤمناً بماضي أمته وحاضرها ومستقبلها، منطلقاً إلى ركب المدنية واضعاً نفسه في مقدمة الأمم والشعوب.

هذا دورنا وهي مهمة صعبة تتطلب بذلاً ودمعاً وعرقاً ونزفاً فوق الورق ووضع رؤية موحدة وهدف منشود ورسالة سامية تصنع أمة وفكراً وحضارة.

٧- ماذا يتحقق للكاتب من خطواته الكتابية المختلفة؟

كل خطوة تكلل بالنجاح، تقود إلى خطوة أعظم أثراً من سابقتها.
وأعني بكلمة النجاح ها هنا مقدار تأثير الكلمة على المتلقي وتفاعل نتاج الشعر مع بيئته ومحيطه.
وينبغي أن يستخلص الكاتب العبرة من الخطوة السابقة ليحقق ما يسمى في التربية بالتغذية الراجعة، فيعدل من مساره كرؤية شاملة لما كتبه في الخطوة السابقة أو ليعدل من أسلوبه أو ليرفع من درجة وعي الجماهير عبر الكلمة المؤثرة أو ليغير في نمط وشكل الكتابة.

والكاتب ها هنا هو وحده الذي يملك الحس النقي الواضح الصحيح في تقييم خطوته السابقة انطلاقاً محموداً إلى الخطوة التالية.

٨- لمن يتوجه الكاتب بكتاباته، أم هي ذات طابع معيّن؟


ليس من الحكمة بمكان أن يكون الكاتب حكراً على جنس أو عرق أو مذهب أو دين بعينه، تلك فلسفة الأوائل الذين نتعلم منهم، وبمقدار ما كان الكاتب أممياً كان أليق وألطف وأظرف وأكثر انتشارا.
ينبغي وأقول غالباً وليس دائماً، أن يكتب الكاتب للبشرية جمعاء تلك التجارب تجعل لما نكتب قبولاً ورواجاً عند كل فرد يعيش فوق هذا الكوكب.
رسالة الكاتب قبل أن تكون رسالة محلية ذات طابع خاص، ينبغي أن تكون رسالة عالمية أممية لهذا بعث الأنبياء والرسل ليحققوا أحلام الناس جميعهم.
التجارب الذاتية الضيقة غالباً ما تقود إلى الفشل.

٩- ما هو الدّور الذي تلعبه الكتابة بين الجنسين، وهل تصنع بينهما علاقة مميّزة؟


العلاقة بين الجنسين هي علاقة الترابط العضوي والروحي التي تقود إلى استمرار الجنس البشري وتحقيق السعادة والحبور للطرفين.
يصنع الكاتب قصيدة أو رواية يجسد فيها تجاربه الذاتية تجاه هذه العلاقة أو تجارب عامة نعيشها جميعا.
تحرر الجنسين من روح القهر والعبودية لتصنع بينهما علاقة راسخة مقطعها الشعور ونهايتها السعادة والحبور، وذلك كله في إطار جذاب مدهش روحي الهوى بعيدا عن الإسفاف والابتذال والمجون والخنا.

١٠- ماذا يُستشفُّ من خلال كتاباتكِ، وعلى ما تنطوي حروفها وكلماتها؟

أنا أكتب ذاتي، أكتب نفسي وحروفي هي انطلاق النور من بين جوانحي.
هي شعلة النور والنار في كل صحراء ومهجر، هي واحة أمل وظل خميلة في هاجرة الصيف.

هي حوار بين العابد والمعبود والوالد والمولود، أنا أكتب للإنسانية المعذبة، أكتب للمستضعفين، وأكتب للحب بمعناه الأشمل، حباً لذات الله كنت ولم أزل.
أنا كاتبة الدمعة والفرحة واللوعة والأمل واليوم والماضي والمستقبل.
أنا أسعى لسعادة البشرية أنا أممية، للإنسان أكتب وبالإنسان أحيا ولأجل الإنسان أموت.


 
١١- إلى ماذا يرمي الكاتب من خلال كتاباته، وما هي دعوته التّكليفيّة؟

كل كاتب هو حامل لرسالة ما وتختلف هذه الرسالة من مجتمع إلى آخر.
وقد تتفق عند البعض في كونهم كتاباً أمميين، أما الكاتب فهو ضمير أمته، ومرآة واقعه ومحرر شعبه.
وناشر الوعي والإيمان والثورة على كل معاني الظلم بشتى صورها تلك هي دعوته التكليفية.
وللكاتب أي كاتب، هدف أسمى وهو تحرير العقول، وقرع الطبول، ودق جدران الأحزان، والتنبؤ ببصيرة ثاقبة وذكاء حاد لما قد يحصل في مستقبل السنين والأيام.

١٢- أيّ فنٍّ كتابيٍّ هو الأفعل بين الفنون الأدبيّة؟

ما زال الشعر حسبما أرى، هو الأقدر على قرع العصا وقلقلة الحصى.
كان وما يزال هو الأوفر حظاً والأكثر ذيوعاً وانتشاراً وشهرة.
مع احتفاظ باقي الفنون بحظها في الانتشار وذلك شيء لا يُنكر.

١٣- كيف يُحدِّد الكاتب نسائج موضوعه؟

الشعر قفزة ذهنية عقلية وجدانية، لا يمكن أن يحددها الكاتب.
فمن العبث أن يقرر َ كاتب ما، أن يكتب في موضوع، ثم يمسك بورقة وقلم ليكتب في هذا الموضوع.
الكتابة الشعرية هي انتباهة فجائية تصيب الكاتب، فيهرع إلى قلمه دون أن يكون قد حدد مسبقاً موضوع كتابته.
تلك هي الصورة التي أنا عليها ولا أزعم أن الجميع مثلي.

١٤- هل الكتابة هي نتاج ثورة عند الكاتب، وهل الكتابة تصنع ثورة؟

الكتابة هي نتاج ثورة انفعالية وجدانية تتفجر في براكين خلايا الكاتب ليصوغها كلمة، تصنع ثورة واقعية محسوسة، بعد أن كانت ثورة في أعماق الشاعر.

والكتابة تصنع الثورات فمن قاد الثورات الفرنسية والروسية والانجليزية، هي أقلام فلاسفة وشعراء ألهبوا حماس الجماهير وقرعوا ناقوس الانتفاض على الظلم والعبودية.

وإذا ما أردت أن تحكم على ثورة، فانظر هل كان للكتّاب والفلاسفة دور في قيادة الجماهير وتوجيهها؟
أم أن الكاتب والفيلسوف قد التحق بركب الجماهير بعد ثورتها؟
ففي الأولى هي ثورة بمعنى الكلمة وفي الثانية سقوط إلى الهاوية.

١٥- هل التّحريض يصنع الكاتب؟

قد يصنعه لفترة ما، ولكن من كان رأس ماله التحريض فهو أضعف الناس على البقاء.

١٦- ما هو دور الحبّ في إبداعات الكاتب؟
في البدايات كان الشعر للفخر، ثم صار إلى الحب.

وهذا بفضل نخبة من الشعراء العرب، كمجنون ليلى وجميل بثينة، وغيرهم من شعراء العربية.

وأجمل الأفكار تلك التي يعيشها الكاتب والتي تهيم وتدور حول الحب والذهول  من روعة جماله، و التي تحتاج إلى حسم الموقف.

ومن هنا يخرج العاشق ببيت أو قصيدة بأكملها، وكأنه كان غائباً عن الوعي ثم عاد إليه.

هنا أتحدث عن العشق بين الرجل والمرأة، أو كما يصفه البعض باللغز الجميل المدهش.
وهذا اللغز الجميل الساحر يفتننا بسحره، ويختلج أعماقنا بجماله ورقته، فنتْبعه مرغمين دون أن نستطيع أن نجد له حلا.

فنستمتع به ونستمع إليه، ونشتاق له ونطمح إليه، وننتظره ونشتاق حضوره ونتقبله بكل ما فيه من صعاب.
وهنا من الضروري أن تفتخر المرأة الكاتبة بهذا، إذ إنها موطن الحديث والحب والعشق الحقيقي.

١٧- بين البعد المرتجى وحقائق الواقع، من يُلهم الكاتب؟

الاثنان معاً يلهمان الكاتب، وإن كان للبعد المرتجى الدور الأعظم في توجيه حركة الكتّاب.

إذ ليس الواقع هو الملهم الرئيس، ولو حدث لصار الكاتب مملاً سياسياً، أكثر منه كاتباً.

التنبؤ والتوقع والتأمل بلحاظ العين ما هو واقع، قبل أن يقع، من عوامل تفوق الكاتب وتميزه وإيمان المتلقي به.

وهنا لن نغفل دور الواقع كملهم لنتاج الكاتب الأدبي.

في الكلمة الختامية أقول:
إن الكاتب أو الشاعر الحقيقي، لا يتعلم الموهبة أو الإبداع في مدارس أو جامعات، بل الموهبة تخلق فيه ومعه بدون أية واسطة.

و أما عن موهبتي، فأنا لا أستطيع أن أكتب أي موضوع أو أية فكرة تفرض عليّ.

إجباري بموضوع ما، يفقده الرونق و الجمال.

أنا مع حرية المرأة في العمل والدراسة ولكن بشرط أن تُربى بطريقة تجعلها قويّة وضد كل أنواع استغلال للمرأة، الجسدي أو المعنوي أو أي مسمى آخر.

أنا مع الدين الوسطي، البعيد كل البعد عن الأصولية والتحجر.

الحب شيء رائع وأرّكز على الحب الشريف الطاهر، البعيد كل البعد عن الحرام واللهو الغير الشرعي.

الحب أجمل نعمة خلقها وأوجدها الله بين البشر.

مهما كتبت عن الحب، فأنا أبتعد كل البعد عن الإيحاء المذموم أو عن الحب المحرم في قصائدي.

مما كتبت..
وتتشابكُ خواطري
وموجةٌ حانيةٌ من آذانٍ صاغيةٍ

قد عانقتْ أمسي
ما تاهَ همسُكَ بين حنايا الروحِ
ولا تمّتْ خاطرتي.
أسكبُ على قلبي نبيذاً من صبرٍ معتقٍ.

وأُسرُّ للمعاني ببوحٍ من خوفٍ.

يطوّقني الفرحُ بيدٍ من إحسان.

أهزُّ شجرةَ الأملِ بأصابعَ من تمنٍ.

أرمُقُ البعيدَ بعيونٍ نصفِ مغمضةٍ
أخشى فرارَ المشهدِ.
بسمةٌ ساكنةٌ على شفاه ِالصّمتِ
تُعدّلُ جلستها كلما اهتزتِ الأرضُ.

هذا الفضاءُ البعيدُ
يقتربُ
ويقتربُ
قدْ يطبقُ على غفلةٍ.

تهاجرُ بعدها كلُّ طيورِ الربيعِ.

يا أيُّها القابعُ خلفَ جبالِ المجهولِ
تعبتْ يدي من الإشارة.

أنا لستُ كغيري
شمسي التي في الأفقِ
تعصرُ لي إشراقا


أستقبلُ الحلمَ على عرشِ الأماني
وأبتسمُ لوليدٍ
خرجَ من رحمٍ مظلمٍ
إلى فضاءٍ رحيبٍ مشرقٍ

 قمري الوحيد
قد غزلَ لي كلَّ قصائدي

وتلك الغيماتُ
مَطرُها من أديمٍ ودمعٍ وسفرٍ.

أحجيةٌ لكَ في آخرِ كلِّ مساءٍ،
 تعوّد منّي ولا تقطع بعدها الرجاء.

سوزان عون