Powered By Blogger

2015-02-28

سوزان عون تُصدر باكورة أعمالها الشعرية عن دار الأمير في بيروت.. إليكَ الرحيل ، فاذكرني





elaykaalrahel

















سوزان عون تُصدر باكورة أعمالها الشعرية عن دار الأمير في بيروت.. 

 إليكَ الرحيل ، فاذكرني ..


أتيتُ كما وعدتكَ
 فلم أجدك

تركتُ لك 
منديلي
وبعض عطري

ونقشتُ عليه بحرفي
كلمات صغيرة
فيها صوتي

  كما وعدتك أتيت
.


إليكَ الرحيل ، فاذكرني ..

مذ كتبتُ أول قصة وأنا في الخامسة عشرة من عمري؛ وكان هاجس الشعر يراودني.. واستمرت الكتابة، وبدأتُ أحتفظ بما أكتب، وأنا خجلة من كتابات قد لا تعجب أحداً. فكانت أولى خطواتي على درب الكتابة رواية أسميتها هكذا الرحيل.. وكانت أيضاً قصة حب.

إلى أن طرقتُ باب الخواطر والشعر، من فيض كان فاض في روحي، فبدأتُ أخط مشاعري.. أقف هنيهة، وأتعثر أخرى، ومن ثم أبدأ من جديد.

 مسيرة طويلة لرحلة لم تكن سهلة، جعلت مني امرأة عنيدة، تعاند الظروف التي فرضتها الأيام.

وبدأت أكتب عن الحب، رغم كوني امرأة، ملتزمة دينياً، ومحجّبة منذ صغري، وقارئة للقرآن، بدأت أكتب وبدافع كبير، علني أسد ثغرة في لائحة الإبداع النسائي المخاطِب للقلوب.

 تعرضتُ لهجوم من البعض، وتعرضت إلى  الاستهزاء من البعض الآخر، ومن أقرب الناس إليَّ، ولم أبالِ، لأنني كنت مقتنعة تماماً بالذي أقوم به.

رغم كوني أكتب عن الحب وغيره، لم أتطرّق أبداً إلى كلمات تناسب أهل الإغراء أو الإيحاء غير المحمود.

ولم أنسَ أنني أم، ومربية، ومُدرِّسة للقران الكريم، لذا لم أترك العنان للقلم يخط شرقاً وغرباً.. بل جعلت له حدود.

رغم كل التطوّر المعاصر، لا زالت النساء في الشرق تعاني من مشكلة إثبات ذاتها على كافة المستويات، وقبولها من الرجل، وهذا ما أتعبني جداً، وما زال، وأتعب يدي ولساني، من كثرة تكراري أنّ الحب نعمة من نعم الله على البشر.. الحب الطاهر الشريف الذي يربط القلوب برباط مقدس. الحب لا ينحصر في الحب الموجود بين رجل وامرأة فقط، فالحب يكون أيضاً لله الرحمن الرحيم، وللأم وللأب وللزوج وللأبناء وللوطن، وهذا ما ستجدونه في كتابي المتواضع."

من مقدمة المؤلفة

يقع الديوان 360 صفحة من القطع المتوسط، ورق أبيض، وسيتوفر في جميع المكتبات اللبنانية والمعارض الدولية والعربية. صدر عن دار الأمير في بيروت بتاريخ 6/4/2012 طبعة أولى.

سَبقْتُ الأمَاني



عَدَوْتُ مَعَ نَفْسي
 فَسَبقْتُ الأمَاني 

 صَارَحْتُ عَقْلي
 بِمَا في قَلْبي 
 فاسْتَبْشَرَتْ رُوحِي

عَقَدْتُ العَزْمَ
 فَاستَأنَسَت مُهْجَتِي

فحَدِيثُ الرْوحِ صَوْتُهُ عَالٍ
و يَدِي تَرْتَعَدْ مِنْ مِدَادِي
أصُولُ بَينَ المَعاني
 بِسَيفٍ مِنْ حنِين
و أخْشَى أنْ لا أعُود

     سوزان عون           

أعانق الأمس



أمدُ أنفاسي لِتتطاول صبراً و حنيناً,
فبعض سنابل أيامي صامتة.

أو لربما تحلمُ و لم تفق

 من غفوتها.

عيون الأفق ترمقني, و أخشى الرحيل.

جزر الآمان بعيدة
و مدادي أبيض.

أفكاري تؤرق الحلم
و تتباعد, كدخان بدون توقف.

أباغت عمري بدروب من حجارة صماء
و سحر و فرح و أغاني موشاة.

أتسمعيني؟


سؤال لطالما سألته لغيوم رمادية
كنت أظنها ماطرة.

سحقاً لعيون من دماء و دموع ترافق أيامي
فموتي محطة باتت قريبة الوصول.

أرتدى وحياً من زجاج
أخشى أن ينسحق يومياً
أو تتطاير شظاياه في عينيّ.

كنت قصة و كان هناك بدايات
اليوم أعانق ذكريات الأمس.

و هدير لقطارات تغدو و تعدو مجنونة.

أقول لكِ ,كفيّ عن الجريان
لن أبلسم أفكاري بكذبة واهنة
فحتى حنايا ذاكرتي تشكوني.

ما ذنبي؟
انظري إلى البعيد, ألست أنا؟

أقول لكِ, موتي محطة قيد الوصول
و أنتِ عني لاهية.

لا ترقصي الآن,
أرجوكِ..

فالزمن بات أحولاً من قبضات الوجع
يترنّح كسكير.

آه من سنوات أسيرة,
قد شربتْ من الوجع حتى فقدتْ الذاكرة.


سوزان عون

ليلى حتى الرمقِ الأخيرِ




أقضمُ القصصَ كقطعةِ قهرٍ، ولكنْ
لن أُواريَ أصابعي
في كهوفِ الصمتِ لتنتشيَ.

فأنا من ألبستْ رحم الأرضِ أحداقاً.

أصلبُ التاريخَ المشوّه ساعةَ اشتهاءٍ بمزماري،
فشواهدُهُ ترجمةٌ محرّفةٌ لرقصي.

أصقلُ سقفَ الوجوهِ، بقبلٍ كاذبةٍ وجعاً وهروباً.

وكقلبٍ يُمسكُ ذراعَ الابتساماتِ
كخصورٍ ضامرة .

 يا حبي!!

لن تبْلُغَ مساحةَ وحيي، أحلفُ لك.
فقد أبلغتُ الكوكبَ الأحمرَ جنوني، فتصبّر
.

تُرابكُ الأنيقُ، كحلٌ أسودٌ لمْ يرَ النور.

أنجبَ ألفاً من العيونِ المسمّرةِ بلا رمقٍ
ولكنْ استخفَّ بحتفي.

وحباتُ الكرزِ تلكَ، ما أينعَ مجدُها بعد
ولنْ تَعصُرَ لكَ نبيذاً، سَلني أنا!!

فأنا ليلى حتى الرمقِ الأخيرِ
أحملُ من أوجاعي سلالاً والفطائرُ أكلها الذئبُ.

أُعلِّقُ بعضاً من غيمي على شجرةِ زيتونٍ
قناديلاً للعاشقين، تعودُ لعصرٍ حجرّيٍ وحضارةٍ منسِية.

أيُّها المغادرُ أرضي، لا تلتفتْ فيحملكَ الطوفان معي.
مغامرةٌ هكذا ولدتني أمي.

ومسالمةٌ بعضَ الشيء، ولكنْ لا تثقْ بدرجاتٍ
ارتقتْ بين عوالمَ مُحنّطةٍ، وعالمكَ المسكوبُ من طواحينِ الألم.

أصفقُ لكَ بِكلتا مشاعري ولكنَّ أنظاريَ هناك، في البعيد.

أحملُ كلَّ ألوانيَ على ظهري، كسفينةٍ شاختْ
أو ثقبها سيدي الخِضرُ فلا تكثر الأسئلة.

سأهدمُ كلَّ الجدرانِ التي هزمتْ هجماتِ ليليَ الأسودِ.

فأنا والنّجومُ أحبّةٌ ومن أعلنتِ الحربَ عليكَ في البداية.

وها هي الخطوبُ تتسارعُ كنيزكٍ
فرّ رجماً لمحنةٍ، ولأعلنكَ بعدها ملكاً لأوجاعي.

لا تلحقني وانظرْ خلفكَ.

هطلَتْ من اسمي أيقوناتٌ، طرنَ كليلٍ حالمٍ سِكّير
وبعدها تسألُني من أنا؟
عدْ لمهدكَ الترابي وانهلْ منه حتى تشبع .


 سوزان عون





2015-02-27

القلبُ في مهبِ الريح



القلبُ في مهبِ الريح 
 والريحُ بلا وِجهة. 

وحدي منْ يُشعِلُ مفرقعاتِ الأعياد،
 فتملأ الدنيا بهجة. 

أحاصرُ أيامي بتقويمٍ 
لا تعرفهُ إلا أناملي.  

وأدنو من الحلم بعيونٍ مترقّبة. 

الدوائرُ حولي كثيرة،
وبيدي كتابٌ وحيدٌ بلا عنوان. 

أخشى عليهِ من الضياع، 
ينتفضْ بيدي خائفاً،
 كطيرٍ زُجّ في قفصٍ بلا باب. 

سوزان عون

2015-02-25

وداعاً عرفات حجازي


اليوم فقدَ لبنان أرزة شامخة من أرزاتهِ، ونحن خسرنا إعلاميّاً وصحافيّاً، وأستاذاً وصديقاً وأخا. 

وداعاً للكلمة الحرّة الصادقة، والمنبر العربي المثقف، وداعاً لشخصيّة اجتماعيّة راقية، كانت تذخر بالإنسانيّة والتواضع والمحبة.


 
وداعا للصوتِ الرخيم، والكلمة الموزونة، والشخصية اللبنانيّة المعتدلة، والوجه المبتسم الذي لا يُنسى. 

وداعا للموجات الأثيريّة المبجلة المحملة بنبرات صوتك، التي ميّزت تلفزيون لبنان فكنتَ علامة فارقة. 

وداعا للذكريات الأصيلة في جعبة كل مواطن لبناني، استيقظ صباحا على صوتك، تقرأ له نشرة الأخبار.

كنت تبث لنا الخبر، وها نحن اليوم نجعلك كل أخبارنا. 

في العين دمعة، وفي القلب غصة، بأمان الله أستاذي الفاضل ‫#‏عرفات‬-حجازي.
ستظل كلماتك محفورة ببالي ولن أنسى تواضعك ودعمك لي.
إلى جنان الخلد أيها الوالد الفاضل.

الوداع أستاذ عرفات، آنّا لله وإنّا إليه راجعون، رحمة الله عليك أستاذنا الكبير ‫#‏عرفات‬ -حجازي.
أعزّي الجميع برحيله، سنفتقدك.


سوزان عون 

أحبّوا الله بِلا تعصّبٍ وبِلا عُقد




أحبّوا الله بِلا تعصّبٍ وبِلا عُقد، اُتركوا الرّوح تَجدهُ براحتها، انزِلوا عن كواهل الدين كلّ تبعية عمياء، بعدها ستجدونَ حلاوة الإيمان المرجوّة وتُدركون كم هي جميلة نعمة العبادة.


أكتبُ وفي عيني دمعة حارّة، آلمني أن يعيش العربي مهجّراً في بلاده، ومهاجراً خارج بلاده، يعيشُ حسرةَ الغربة والشوق لأيامٍ مضت، والبكاء على ماضٍ يشتاقهُ ويحنُّ له ولكنّه للأسف بما تفعلونه من قتلٍ لن تصفو النوايا مجدداً ولن يعود ما دمّرتُموه.

ألا يكفي أنّ حكوماتنا العربيّة خَذلتنا، وكتبتَ علينا الترحال من بلدٍ إلى بلد، وحرمتنا من كل فرصة عيش حياة كريمة لنا ولأولادنا؟

ولكن وها نحن وفي بلاد الغربة، لم نيأس ولن نيأس بإذن الله، وعند أول فرصة لإسماع صوتنا، أسمعنا العالم أجمع أصواتنا ورغبتنا بالسلام.

قلنا للجميع بأن الحياة جميلة وتليقُ بنا، ولدينا ما نقوله ولكن دعونا نتنفس، حرّروا الهواء أرجوكم، فقط امنحونا الفرصة، لكي نقول ونثبتُ للجميع بأننا لسنا إرهابيين.



كفاكم نبشاً في كتب التاريخ والذاكرة، فالذي مات لن يعود، ومن تتقاتلون لأجلهم وباسمهم ماتوا.

فتّشوا عن الأحياء الأموات، الذين يموتون باليوم ألف مرّة جوعاً وعطشاً وحرماناً، فهم أحق بالقتالِ لأجلِ لقمة عيشهم وتأمين حياة كريمة لهم.
لو جُمعت الأموال التي تُهدر كلّ لحظة من أجل الحروب، لبنيتم مُدناً لا مثيل لها على مرّ العصور.

ولو أراد الله جلّ وعلا، لجعلَ سكان الأرض قاطبة على دين واحد، ولكن شاءتْ مشيئتهُ أن يخلق هذا التنوع والتعدد، لنعرف قيمة ما نملك ونحمده على نعمه.

من يؤمن بأن الله عظيم وليس كمثله شيء، يؤمن بأن التعدد والاختلاف الموجود بين البشر من أديان ولغات وأعراف، هِبات إلهيّة، منّ الله بها علينا، وعلى الجميع أن يُحب الخير لغيره، كما يحبه لنفسه ولأسرته.

فكيف أُحبُ الله وأقاتلُ خلقَهُ وعبيده؟

ومن أصدق قولاً من الله عندما قال في القرآن الكريم: (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)). صدق الله العظيم [الحجرات:13].

لم يطلب منّا أن نُكرم الإنسان حسب دينه أو جِنسِيتِه أو لونه، والتقوى وعلاقته بالله هي علاقة خاصة، بين الإنسان وخالقه، لا دخل للآخرين فيها.


في نهج البلاغة، اختصر الإمام علي عليه السلام, المسألة المتنازع عليها هذه الأيام بجملة شهيرة، فقال: (الناسُ صنفان: إما أخٌ لك في الدين, أو نظير لك في الخلق).

بالله عليكم أفيقوا وانزعوا الحُجب عن قلوبكم، أحبّوا بالله كل النّاس، تؤجرون.

وهذه رسالتي ورسالة كل الأحرار إلى يوم يبعثون.

سوزان عون
أستراليا

نحلمُ ونبرعُ بالحلم


(أُُغمضُ عينيّ وأدعو الله بشدّةٍ وفي قلبي يقين بأنّ الله يسمعني وسيستجيب، والله لا يخذلُ من تعلّق به).

رُغم معرفتنا التقديريّة لمَ سيجري لاحقاً، إلّا إننا نحلمُ بنهاياتٍ تُفاجئنا وتتفوقُ على توقعتنا.
ونظلُ نحلمُ ونبرعُ بالحلم، لنُخرجَ أحلامنا الكثيرة من بوتقة الألمِ والمعاناة إلى فضاءِ الإبداع والتفاؤل والتحقيق.
والأملُ سلاحنا الذي لا يُقهر، ومعولنا الذي نحفرُ به، كلما أتعبتنا الأيام، وأرهقتْ معنا حروفنا وكلماتنا.
وسّعوا مدارك القلوب والعقول بحبكم لله، ولن تفشلوا أبدا.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ(153)
سورة البقرة، صدق الله العظيم

سوزان عون

مقالتي لليوم اسمها: سرقني ومن ثم حظرني




طرقَ مرّة أحدهم باب صداقتي على الفيسبوك بإرسال طلب للصداقة وقبلته ولكن بعد أن دخلتُ صفحته وتأكدت من أن صاحب الاسم ليس شخصية وهميّة،(ظننتُ نفسي شاطرة).

حتى هذه النقطة، لم تشفع لي خبرتي التي تقارب الأربع سنوات على الفيسبوك، فأنجو من مكر الماكرين ووقعت بالفخ أو باللبناني أكلتُ الضرب.

بعد عدة أيام، وجدتُ منّهُ رسالة في ال (Inbox) يقول لي فيها، بأنه مطرب وطني ويغني الأناشيد الوطنية ولكن يحتاج لقصيدة ودعم حتى يحقق طموحه. 

قلت له: هذا من دواعي سروري، وأتشرّف أن أكتبُ لك قصيدة وأدعمك، وهكذا أكون قد خطوتُ أول خطوة حقيقية لي أدعمُ فيها الطاقات العربية الشابة. 

وقلتُ في نفسي: سأكون سعيدة أكثر، إذا كتبتُ قصيدة عربية الهوية والهوى لا تفرق بين عِرق أو هويّة أو دين. 

من خلال عشقي أنا لكل الأرض، لم أحصر نفسي بجنسيتي الأم، فقلت في حوار سابق مع صحافي في لبنان عن سوزان عون (وبكل تواضع)، هي شاعرة أممية رسالتها الكلمة، وهويتي الوحيدة جنسيتي الإنسانيّة التي بها أفتخر.

فلا تستهويني أسيجة الوهم والخيال التي وضعها المحتل، فأنا أرى الأرض، كلّ الأرض، بلدا واحدا كالجسد الواحد، هكذا أحدّث نفسي دوماً. 

المهم بلا إطالة عليكم بالمقدمة، كتبتُ للمطرب الصاعد قصيدة جميلة عن بلادنا العربية والنزوح والمخيمات وكل ما يرفع الصوت ليوصل الصرخة والوجع وأسميتها (نازحٌ أنا)

وهذا مقطع منها..
نازح أنا
أُفتشُ عن أقربِ معبرٍ
لبيتٍ أمين.

أدّقُ أبواباً صامتة
أبحثُ عن مجّراتٍ آهلةٍ
بالحب والحنين

مذ حُرمتُ أرضي
أحلمُ بتاريخٍ يحفظني من بئس المعتدين.
للنص تتمة طبعاً. 


وأرسلتها له وأنتظرتُ الرّد ورأيّه على أحرّ من الجمر.

وجاء الرّد أخيرا، رّد عليّ برسالة ركيكة الكلمات، واللغة المكتوبة فيها، أبعد عن اللغة العربية، بُعد الشرق عن الغرب.

قال بالرسالة، بأن القصيدة أطارت عقل الملحن من جمال كلماتها ولكن الكلمات صعبة، فهل بالإمكان تخفيف فصاحة الكلمات لكي أغنيها بسهولة أكثر؟

فأجبته، ولمَ لا، المهم أن أراكَ مطرباً مشهوراً، يغني قضية وطنه، ويبثُ فنّه في كلّ مكان. 

أرسلنا القصيدة (المخفّفة المنشور جزء منها أعلاه، أخذها مني ورحل سريعاً دون أن يشكرني، والأدهى أنه حظرني، والحظر بلغة الفيسبوك لمن لا يعرف، هو قطع صلتك بالشخص المحظور تماماً، وأنا لم يتسنى لي حتى حفظ اسمه أو أن أتذكر شكله. 

هذا هو الفيسبوك وهذه هي أساليب الكثيرين من المدّعين للشهرة، فشهرتهم تقوم على ظهور الآخرين. 

ومرّات عدّة سُرقتْ كتابات ونصوص وقصائد لشعراء عظماء ونشرت بأسماء السارقين الوهميّة لجذب بعض السيدات صاحبات القلب الضعيف أمام سيل الغزل والشعر والأدب (المسروق)، وهذه سيئة أخرى تضاف للمواقع الإلكترونيّة، إذ سهّلت نشر الفساد الأخلاقي بشكلٍ مرعب. 

البشرية بكل أصنافها، المعذبة والسليمة السعيدة، تتجلى على صفحات الفيسبوك وتجدها بكل أنواعها على الفيسبوك وكل الوسائل الإجتماعيّة المتاحة. 

فعلى الفيسبوك ترى الشعراء والفنانين والمثقفين والثوريين وكل ما هبّ ودبّ.

وهذا يعمل ويجّد بنفسه لينتج إصدارات ومنشورات جميلة، وفي المقابل هناك من لا يحترم حقوق الإنسان وحقوق النشر، فيستولي على تعب الآخرين بدون استئذان أو ذكر المصدر. 

وأنا أرى ذلك مشكلة كبيرة وخطيرة على المستوى البعيد، لأن هذه الإبداعات ستضيع على يد من لا يفقه للكلمة أو اللون، وتندثر العلوم بين صادق وكاذب. 

فليس كلّ ما ينشر على الأنترنت صحيحا، فمعظمه مسروق أو مفبرك.

هذا يكذب على هذا، وهذا يحارب ذاك، حرب من نوع جديد، سلاحها الفيديوات المنتشرة بيننا، ويُسوّق لها الواتساب بطريقة جنونيَة، بلا رقيب أو حسيب، والكثيرين ممن يصلهم رسائل صوتية أو مكتوبة، يقومون بإرسالها لكل أصدقائهم من دون التأكد من صحتها وصوابها. 

هنا تضيع المعلومة الصادقة التي تعب من أجل إيجادها الكثير من المبدعين والعلماء السابقين والحاليين، وتنتشر فوضى خلاّقة جديدة وجاهلة، وهنا أيضا تضيع الفرصة من تطوير أي اكتشاف بمصداقيّة إذا ظل الأمر على هذا الحال واختلاط الحابل بالنابل.

لذا إذا استمر الوضع على هذا الحال، سيكون القادم أخطر مما مضى.
كانت معكم سوزان عون ببث مباشر من موقعها الفيسبوكي.
انتظروني في مقالتي القادمة عن الفيسبوك.


سوزان عون

سواري عصيّ حول معصمي






أدنو وأرتبكُ وأنزِلُ عن كاهلِ قلبي ألفَ
عامٍ من الوصول.

وتندثرُ بعد ذلك الأسماء
إلا ذلك الأفق الغيّور الأسمر.

البعد المترامي بين جناحيكَ، شِباكٌ خضراء،
تلتقطُ ألف قصة، ببدايةٍ ونهاية.

أعطني وريقات الاندهاش لأزيّنَ شجيراتِ العمرِ أمام محرابك،
فالعمرُ قربانٌ على أعتابك.

رحلةٌ بين بواباتِ الحظِ تائهةٌ
تذرفُ حروفها كقِطعِ خبزٍ جائعة، بألفِ لونِ.

أطرقُ هذا الأخير وسواري
عصيّ حول معصمي، ينزفك.

سنواتي الخصيبةُ محاصرةٌ معي، تَشَتّتتْ كسديمٍ ضربهُ إعصار.
احملني ريشةً وخضّبْ مُدُني، ارسُمني بُعداً ثامناً لخيالك.

دعني في ذهولي، لا تكسرْ أقحواناً يرتقبُ وفودك.

أنا يتيمة الأفق، وواحةُ إلهامكَ
كمٌّ هائلٌ من الصراخ.

الفرارُ إليكَ طريقٌ مسدودٌ
والعودةُ طواحينٌ مرمّمةٌ لا تدور،
تاهتْ بين رياحها جِيادُ أوجاعي.

كلما أتيتكَ فاتحةً أذرعَ قلبي،
أصمتُ طويلاً.
وتهاوتْ وريقاتي الحمراء،
لأفرّ مُجدداً من الضجيج.

ساقيةُ الشوقِ تلتوي
كدربٍ شُقتْ بين قلبين.
حزانى نحن والبعد.

وريديَ المخضّبُ صكُ استمراري،
والخيالُ يطرحني كثمارٍ سَقطتْ في هوّة سحيقة.

أتلاشى تحت جَفنِكَ
كحفنةٍ من عبير، وحُلمي مطرٌ غزير.

أتذمرُ من صُروحِكَ المشيّدة،
رباهُ، سأختنق.

أتذكرُ كيف رَمّمنا ذلك السقوط،
واعتلينا قِممَ الورود،
كنسيمٍ رَسمَ هُدب الحنينِ
لمسافاتٍ طويلة.

أنا ربيعكَ الوحيد، وأزهاري أُجَفِفُها
لأتبخرَ بها كلّ ليلةِ وضحاها،
في مواقدِ البرد القادمة.

وأعبْرُ فوق أنينٍ أداريهِ
وأواري سَوءتهُ بِدفنٍ لائق.

والحوتُ لفظني لأزرعَ عند
شوارع المدينة، يقطيناً.
اصفرّت أوراقكَ
وتهاوى ورقها مخلّفاً سقوطاً مؤلماً.

أسمعهُ رغمَ حديثكَ المُضحكِ معي
فهل عرفتَ كمْ تسكُنُني؟

تقول بأنني طائرٌ
مهاجرٌ، لا.

أنا علامةٌ فارقةٌ من تعب،
جمَعَتْني ورسَمتني لكَ،
تجاعيدُ تعجبي الصاخبة!!

التواريخُ أكرّرها، كصلاة في
ليلٍ طويلِ الأمدِ لأغلقَ بابَ الارتباك
وأستمر.

رغم سياطِ التحدي أمنحكَ بكرمِ الأنثى قطبَ الأرضِ
المساوي لحياةٍ مُحصّنة.

أقرأُ عليها المعوذاتِ لئلا تتوه.

انظرْ إلى كفّي كيف سالَ
وجَعُهُ، وتاهتْ خيوطه!!

وانتبهتْ صرخاتي يقظةً وعلتْ، أنا اليوم متوّجة لك.