دعني أتنفسك من جديد،
وأتمردُ على زماني.
دعني أخطّ على كفّ الأيام خطوطاً مفتوحة،
وأقرأها بصوتي العالي.
أتدري ماذا يفعل حضور الشمس في ظلمة باردة،
كذلك حضورك!!
أتدري كم مرّة عانقتُ كل قوارب الراحلين؟
كنت أشعر بعطركَ الممزوج مع كل نسيم وأرقبك.
ألتمس ظلك فوق الموجات
لعلّي ألتقط غيمة هاربة تحدثني عنك.
كان قلبي على قارعة خاوية
يجمع أسراره، بسجل مثقوب ومداد شحيح.
أنزف وحدة ووحشة،
والدموع ترقص على أجفاني
كجنية مسحورة.
أخشى الرحيل بعيداً عن عينيك،
لأنني قد أغرق ولا أعود.
متألمة أنا قدر كل الأوجاع
التي تحملها يدك وصبرك.
والأيام قد أصابتني في نحري،
تركت جرحاً دميماً وعبرة.
أشتاقك أنا ومعذبة بدون صوتك.
أحرفي كلمات مجنونة قد لفظها قلبي،
وهو في أنفاسه الأخيرة،
فلا تتركني!!
رغم البحار والمسافات، أشعر بحنانك..
أقدّس وقتي معك..
فهو نعمة حرمت منها دهورا.
فما أصعب أن تعيش ضائعاً
في جنة من وهم، ولا أجدك واقعا وحقيقة.
لذا كلما ناجيتك في حلمي
تجعلني أصلي وأناجي خالقي.
وتزرع ورودا جديدة في بستان عمري
تسقي بحضورك أراض عطشى
ألمّ بها الاحتراق
فاخضرت من جديد.
كذلك الحياة معي..
فما همّ الصباح والشمس أسيرة غلاله.
وبوحي مسافر عبر طيات كل الملامح.
فما أصعب أن أعيش بين
ألوف البشر ولا أجدك.
سوزان عون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق