Powered By Blogger

2016-06-02

أحلامٌ من دفتري

        

حملت دفتري الصغير هذا اليوم، فوجدته قد تورمت صفحاته من كثرة ما حشوت فيه من خيال وأحلام، من قصص وكلمات من هنا وهناك إلى أن فاض به الكيل.

حملتُ قلمي الذي شحّ مداده، وسمعته يصرخ بأذني: ارحميني.
ضحكتُ من نفسي كيف أعذب أصدق وأوفى صديق لي في حياتي.

وعَدّتُ قلمي ودفتري، من زمن مضى ألا أكتب عن الحزن والأسى، ولكن حنثت بوعدي ولم أستطع أن أفيّ به.

واليوم كتبت بفرح إلى أن اتسع حجم ضحكة قلمي وبدأ يرقص فوق أوراقي الذهبية.
الفرحة بدت عليه، بما رسم حبره فوق الصفحات الذهبية لقصص من حياتي.

أفرحٌ وهمّيٌ أم حقيقي، قلمي لن يعرف ذلك.
ولكن حتى أوراقي ملتّ الحزن والدموع.
ذات ليلة، هبتّ عليّ نسمة من نسائم الصباح الباردة الجميلة أغمضت عينيّ واستسلمت لها.

تخيلت نفسي في وادِ للزهور، وأنا أجري برفق فيه، خشية أن أدوس زهور الحقل الجميلة.

شممت عطرا لم أشمّه من قبل، ليس له مثيل.
وحولي الغيوم البيضاء، ترسم لي في الفضاء أشكالا وكلمات حب وأشعار، أعجبتني إلى أن استمريت في التحديق بها، وأنا أحاول أن أقرأ كل ما تكتب.

سمعت صوتا ينطق باسمي ويناديني من مكان ليس ببعيد مني.

ظننته وهما، تابعت رقصي مع الفراشات والطيور وأنا أضحك إلى أن اقترب مني ظله، وأعاد مناداتي.
ألا تسمعيني يا حبيبتي؟

أصابتني الدهشة والخوف في آن واحد، من صاحب هذا الصوت الذي فاجأني، خفت وتراجعت إلى الخلف، وهو يقترب مني إلى أن أمسك بيدي، تابع الرقص معي على ألحان، كنت أظن إنني أسمعها لوحدي. راقصني إلى أن تعبت.

من أنت أيها المخترق وحدتي وأنُسي.
سألت نفسي هذا السؤال سرا، وكم كانت دهشتي كبيرة عندما ردّ الراقص علّي الجواب، فقال: أنا حلمك الذي تخيلتيه قد سمعت طلبك وقد جئت إليك مسرعا.

فتشت عنكِ إلى أن تعبت من التفتيش إلى أن وجدتكِ هنا.

حلمي، وكيف عرفتَ ومن أخبرك؟
تابع

سوزان عون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق