Powered By Blogger

2016-01-27

قرابين العشق قصيدة للعراق



أدنو مِن أزاهيرِ الحضاراتِ،

كطيرٍ نَبتَ لهُ ألفُ جَناح،

لا يقبلُ الموتَ ولا يقبلُ الإخفاق.

يرتوي من غدرانٍ دافئةٍ
لن تهزمَهُ طلقةٌ عمياء.

ولن تَصمَّ آذانَ الفجرِ بِنحيبها
أو أرتعد.

سأعاودُ الرقصَ من جديد.

اتبعْ قلبكَ،
ولا تمنحْ فراشاتِ النورِ
نَقمةَ الاحتراقِ.

أسبغْ على الحريةِ
أهازيجَ النخلةِ الصابرة.
وقرابينُ العشقِ التي
لم ينقطعْ سَكبُها،
وإليك تشتاق.

أنا الوجعُ المدفونُ في كهوفِ الغيرة،
أتحايلُ على زمانِكمُ القصير،
وأفترشُ القلبَ
بِبساطٍ من وجع.

تلمعُ عيناي،
كلما دنوتُمُ مني.
ويخمدُ الأفقُ كجمرةٍ مجنونةٍ
في بقعةِ ماءٍ،
وأنصهر.

نصالُكُمُ الموجِعة،
أحاطتْ بي من كلِّ الجهات،
وأنا الفردوسُ عندَ انسكابي
طُهراً ويراعاً.

أيها الآدمي..
خُذْ من سنّيِ عمري ما تشاء،
وأعدْ لي أنفاسي،
ليقرعَ قاموسيَ الصامتُ من جديدٍ
وأمزقَ الأوراق.

أخرسَني الجفافُ الزاحفُ
مذ عزمتَ على هجري.

مفرداتي حائرةٌ،
تتشكّلُ كغيمٍ مسّهُ الجنون،
أو ريحٍ ضربتْ جزيرةً نائيةً فتبعثرتْ.

ويلٌ للنازحينَ خلفَ
أسرابِ الخيال!!

يجّرونَ خلفهم ذُيولَ الانقطاعِ والمصير.

لن أحزن!!
ولستُ حاقدةً على تاريخي
ولا على أشواقي.

فقلبي لا يرتادُ دهاليزَ مظلمةً،
ولا يرتوي من بحارٍ مالحةٍ،
ولا يراودُ الحياةَ عن نفسها.

أرضي تربةٌ داسها حلمُ الصباح،
خطَّ على جبينها اسمي،
فتكحلتُ كعروسِ الفراتِ الخصيب.

وأظافرُ الليلِ الأسودِ إن أمسكني،
أُفلتُ منه كزئبقٍ متمرد.

أصنعُ من نجماتهِ درباً إلى السماءِ
وأحلّق.

وأرتفعُ مع كلِ استدارةِ قمرٍ
وبوحٍ لعاشقينَ تحتَ سَناه.

أما نحيبُ موتي،
فباتَ على محيطِ اللقاء،
يتجرّعُ مِزاجكَ الساخر،
يَرقُبُ راياتٍ من سديمٍ،
وأنتظر.

ولعينيّ تركعُ قناديلُ المساء.

وآهٍ بعدها،
وصمتٌ مُطبق.
اسمعْ أيها الآدمي..

أنا شوكةٌ داميةٌ في خاصرةِ الحصاد،
أبرعُ كما نَسائمُ الساكنينَ على رمشي.

متوردةٌ يدي في حشاشةِ الصبا،
يقتبسُ مني كلُّ المجادلينَ في أزليّةِ الحب.

أنا عهدُكَ المتّيم بفراستكَ
المعهودة.

أنا من ناداني
زَماني بلادَ الرافدَين.

اسمع..
سيخفقون،
نعم..
سيخفقونَ
وينتصرُ العراق.

سوزان عون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق