Powered By Blogger

2016-09-20

من سلسلتي القصصية، كان حلما شجرة الشوكولا..



شجرة الشوكولا..

كانت الطريق ضيقة لدرجة أنه من الصعوبة جداً أن تمر السيارة عليها، وخصوصاً أن الأرض ليست مستوية والتعرجات مرعبة،
ولكن والدي مصمم على أن يجتاز الطريق بأي طريقة.

وأنا أفكر كيف ستمر السيارة، وإذ بها ترفع جانبها الأيمن للأعلى، وتسير على الجانب الأيسر بكل خفة كعروس ترفع ثوبها تماما.

تفاجئت مما حدث طبعا،
ولكن الآتي أغرب..

وصلنا بالسيارة لبستان فيه من الثمار والشوكولا من مختلف الأشكال والألوان، قطفت لوحاً من الشوكولا السوداء وبدأت أنظر ليدي وهي تحمله باستغراب..
فكيف لشجرة خضراء مثمرة، أن تحمل بألواح من الشوكولا وبكل النكهات؟

كسر شرودي أصوات أولاد يمرحون في الحارة، فالتفت نحو الصوت، فوجدت ثلاثة أطفال يجلسون على حافة الشرفة بطريقة خطرة وبأي حركة أو تدافع قد يسقطون.

كانوا يغنون أناشيد جميلة بصوت مرتفع، وعندما التفت نحوهم، ابتسموا لي بأجمل ابتسامة قد تراها العين.

نادتني أختي لأدخل البيت، فاستقبلني دب حديث الولادة، يقفز كالقطة، كلما دخل الغرفة وخرج، ازداد حجماً، وآخر مرة دخل بها إلى الغرفة وخرج منها، كان قد تحول إلى دب كبير مرعب، تركته وتوجهت نحو الصوت الذي كان يأتي من ناحية المطبخ.

وجدت أختي تقف في وسط المطبخ وهي تشير لي بيدها نحو أغراض اشترتها، تريد مني أن أطبخ طعاماً للغداء، فعدّدت لي أسماء لطبخات مقترحة لم أسمع بها من قبل.

لم أيأس، الكل جائع وينتظر الطعام، وبغضون ساعة كان على الطاولة الدجاج والأرز والسلطات..

عندما جاء موعد تصليح خزائن المطبخ، هنا قلت لأصحاب البيت:
- لا لا، هذا كثير، هل تظنونني نجارا؟
المضحك المبكي بأنني أصلحت خزانة المطبخ الكبيرة مع النجار الذي كان مسروراً بمساعدتي له.

ناداني والدي فقال:
هيا يا سوزان، علينا العودة من حيث أتينا.
فأجبت:  يا ربي، ولماذا نرجع والطريق ضيقة واجتزناها بشق الأنفس؟

فجاء صوته الحنون من الخارج بأنه يجب أن نعود قبل أن تغيب الشمس، وإلا سقطت الأزهار عن غصونها وأكلت الطيور كل ألواح الشوكولا، وبكت الغيوم دمعاً أزرق..

دمعاً أزرق، هل هذه قصيدة جديدة لي،
هل أحلم؟
وصحوت لأصلي الفجر..

سوزان عون

من سلسلتي القصصية، كان حلما.

2016/07/29

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق