كنت أضع ملابس العيد بجانب رأسي على المخدة، كنت أغفو وأنا أنتظر صبيحة اليوم الثاني بفارغ الصبر لأصحو على صوت آذان العيد من المسجد القريب من بيتنا في مدينة بيروت.
ومع أول كلمة كان يلفظها الشيخ ليبدأ صلاة العيد ومنادياً الله أكبر، كنت أسارع لأرتدي ثوب العيد الجميل، الذي كانت أمي الحبيبة (أطال الله بعمرها)، من يقوم بتصميمه مع الخيّاطة التي كانت تسكن في الدور الثالث في العمارة.
عند شروق الشمس ، كنت أنا وأخوتي نأخذ العيدية من والديّ، ومن ثم نقبلهما ونجري فرحاً ونحن نقفز على السلالم إلى أن نصل إلى مدخل العمارة حيث كان الأطفال يتجمّعون ليشتروا ألعاب العيد من (أم محمد) التي كانت تبيعنا ألعاب العيد كل عام أو لنحجز لنا مكاناً على أرجوحة العيد.
ونظل على هذا الحال من السعادة إلى وقت الظهر، نشتري بالليرات التي معنا، ما لذ وطاب من الحلويات، إلى أن تنادينا والدتي وتطلب منا أن ننطلق سويا لنزور بيت أجدادي (رحمة الله تعالى عليهم).
رزق الله على تلك الأيام، وعسى أن يعود الهدوء والسلام لبيروت وللبلاد كآفة ولقلوبنا أيضا.
سوزان عون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق