Powered By Blogger

2015-02-25

أحبّوا الله بِلا تعصّبٍ وبِلا عُقد




أحبّوا الله بِلا تعصّبٍ وبِلا عُقد، اُتركوا الرّوح تَجدهُ براحتها، انزِلوا عن كواهل الدين كلّ تبعية عمياء، بعدها ستجدونَ حلاوة الإيمان المرجوّة وتُدركون كم هي جميلة نعمة العبادة.


أكتبُ وفي عيني دمعة حارّة، آلمني أن يعيش العربي مهجّراً في بلاده، ومهاجراً خارج بلاده، يعيشُ حسرةَ الغربة والشوق لأيامٍ مضت، والبكاء على ماضٍ يشتاقهُ ويحنُّ له ولكنّه للأسف بما تفعلونه من قتلٍ لن تصفو النوايا مجدداً ولن يعود ما دمّرتُموه.

ألا يكفي أنّ حكوماتنا العربيّة خَذلتنا، وكتبتَ علينا الترحال من بلدٍ إلى بلد، وحرمتنا من كل فرصة عيش حياة كريمة لنا ولأولادنا؟

ولكن وها نحن وفي بلاد الغربة، لم نيأس ولن نيأس بإذن الله، وعند أول فرصة لإسماع صوتنا، أسمعنا العالم أجمع أصواتنا ورغبتنا بالسلام.

قلنا للجميع بأن الحياة جميلة وتليقُ بنا، ولدينا ما نقوله ولكن دعونا نتنفس، حرّروا الهواء أرجوكم، فقط امنحونا الفرصة، لكي نقول ونثبتُ للجميع بأننا لسنا إرهابيين.



كفاكم نبشاً في كتب التاريخ والذاكرة، فالذي مات لن يعود، ومن تتقاتلون لأجلهم وباسمهم ماتوا.

فتّشوا عن الأحياء الأموات، الذين يموتون باليوم ألف مرّة جوعاً وعطشاً وحرماناً، فهم أحق بالقتالِ لأجلِ لقمة عيشهم وتأمين حياة كريمة لهم.
لو جُمعت الأموال التي تُهدر كلّ لحظة من أجل الحروب، لبنيتم مُدناً لا مثيل لها على مرّ العصور.

ولو أراد الله جلّ وعلا، لجعلَ سكان الأرض قاطبة على دين واحد، ولكن شاءتْ مشيئتهُ أن يخلق هذا التنوع والتعدد، لنعرف قيمة ما نملك ونحمده على نعمه.

من يؤمن بأن الله عظيم وليس كمثله شيء، يؤمن بأن التعدد والاختلاف الموجود بين البشر من أديان ولغات وأعراف، هِبات إلهيّة، منّ الله بها علينا، وعلى الجميع أن يُحب الخير لغيره، كما يحبه لنفسه ولأسرته.

فكيف أُحبُ الله وأقاتلُ خلقَهُ وعبيده؟

ومن أصدق قولاً من الله عندما قال في القرآن الكريم: (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)). صدق الله العظيم [الحجرات:13].

لم يطلب منّا أن نُكرم الإنسان حسب دينه أو جِنسِيتِه أو لونه، والتقوى وعلاقته بالله هي علاقة خاصة، بين الإنسان وخالقه، لا دخل للآخرين فيها.


في نهج البلاغة، اختصر الإمام علي عليه السلام, المسألة المتنازع عليها هذه الأيام بجملة شهيرة، فقال: (الناسُ صنفان: إما أخٌ لك في الدين, أو نظير لك في الخلق).

بالله عليكم أفيقوا وانزعوا الحُجب عن قلوبكم، أحبّوا بالله كل النّاس، تؤجرون.

وهذه رسالتي ورسالة كل الأحرار إلى يوم يبعثون.

سوزان عون
أستراليا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق