وابتسمَ الكونُ وأشرقتِ السمواتْ
وأنشدَ الفجرُ ُثورةً مُحكمةً بآياتْ.
تاريخٌها مُزنٌ خصيبةٌ،
ولتعتلي
الحريّةُ شَامخةً ظُهورَ العُتاة.
هي الفرجُ الرّحيمُ لقلبٍ سقيمٍ،
وصرخةُ رشادٍ أطلّقها الأباة.
ثورةٌ عظيمةٌ دكّت قصوراً
وأنزلتْ تيجاناً، شيّدها الطُغاة.
هي الشمسُ التي مكروا لنورَها،
فهزمَهمُ اللهُ، وبدّدَ العُصاة.
هي الصبحُ الرؤوف، واليدُ العطوفُ،
ودعاءُ الفتحِ وللأرضِ حُماة.
صراخُ الموجعينَ وصلَ السماءَ،
نِداءٌ مقدّسٌ بألفِ آهٍ وصلاة.
ثورةُ حقٍ بل فيضُ نورٍ
ٌ أمجادٌ تُرفرفُ
على القِممِ رايات.
زرعها بشموخٍ نهجُ محمدي،
كسرَ أصنامَ الحقدِ بِكلّ الجهات.
للإمام أقول:
السماءُ لعينيهِ مدىً،
والأكُفُّ مرفوعةٌ مُسترحِمة
واللسانُ مردِّداً متعباً،
بدعاءٍ وتوسلاتٍ مُرّنَمَة
وقلبي قابَ قوسينِ،
عَشِقَ المخلِصِينَ وذاب متيّما
خجِلَ البدرُ من خِصالهِ،
حضورُهُ تَفتّقَ من وجناتٍ باسمة
قائماً يُصلي، محرابهُ كلُّ السماء،
يَرتقبُ النصرَ بثورةٍ قادمة
بددَ بِها ظلماتٍ وظالمينَ،
وعبراتِ حزنٍ على المآقي جاثمة
نادى بصوتهِ عالياً،
حيّ على الجِهادِ بتكبيرةٍ حاسمة
بكَ يُستضاءُ من صِراطكَ،
فدتكَ أرواحُنا
يا تاريخاً
ويا حضارةً
ويا مَكْرُمة
لبّتِ الجموعُ ندائكَ،
فرفعتْ قبضاتٍ وأبدّلت حكّاما ظالمة
القدسُ لنا يا سيدي،
هكذا أوصيتَنَا في نهجٍ، قلوبُنا لهُ مذعِنة
عاصمةُ القلوبِ والطهرِ هيَ
مهدُ
الأنبياءِ وكلمةٌ مُقدّمَة
تناجينا اليومَ ذِكراكَ يا سيدي
فهل بعد الحنينِ نَجاةٌ راحمة؟
الشهودُ حجيجٌ والمحرابُ من تقى،
والمكانُ كعبةٌ بالطاعاتٌِ مُفعمة
قُمْ يا خمينيُ للوعدِ مُبلّغاً
عن فجرٍ قادمٍ يدّكُ عهوداً آثمة
من جنانِ الخلدِ يأتينا بتحيةٍ،
المهديُّ موعظةٌ صادقةٌ مُتمِّمة.
سوزان عون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق