أدنو وأرتبكُ وأنزِلُ عن كاهلِ قلبي
ألفَ
عامٍ من الوصول.
وتندثرُ بعد ذلك الأسماء
إلا ذلك الأفق الغيّور الأسمر.
البعد المترامي بين جناحيكَ، شِباكٌ
خضراء،
تلتقطُ ألف قصة، ببدايةٍ ونهاية.
أعطني وريقات الاندهاش لأزيّنَ
شجيراتِ العمرِ أمام محرابك،
فالعمرُ قربانٌ على أعتابك.
رحلةٌ بين بواباتِ الحظِ تائهةٌ
تذرفُ حروفها كقِطعِ خبزٍ جائعة،
بألفِ لونِ.
أطرقُ هذا الأخير وسواري
عصيّ حول معصمي، ينزفك.
سنواتي الخصيبةُ محاصرةٌ معي،
تَشَتّتتْ كسديمٍ ضربهُ إعصار.
احملني ريشةً وخضّبْ مُدُني،
ارسُمني بُعداً ثامناً لخيالك.
دعني في ذهولي، لا تكسرْ أقحواناً
يرتقبُ وفودك.
أنا يتيمة الأفق، وواحةُ إلهامكَ
كمٌّ هائلٌ من الصراخ.
الفرارُ إليكَ طريقٌ مسدودٌ
والعودةُ طواحينٌ مرمّمةٌ لا تدور،
تاهتْ بين رياحها جِيادُ أوجاعي.
كلما أتيتكَ فاتحةً أذرعَ قلبي،
أصمتُ طويلاً.
وتهاوتْ وريقاتي الحمراء،
لأفرّ مُجدداً من الضجيج.
ساقيةُ الشوقِ تلتوي
كدربٍ شُقتْ بين قلبين.
حزانى نحن والبعد.
وريديَ المخضّبُ صكُ استمراري،
والخيالُ يطرحني كثمارٍ سَقطتْ في
هوّة سحيقة.
أتلاشى تحت جَفنِكَ
كحفنةٍ من عبير، وحُلمي مطرٌ غزير.
أتذمرُ من صُروحِكَ المشيّدة،
رباهُ، سأختنق.
أتذكرُ كيف رَمّمنا ذلك السقوط،
واعتلينا قِممَ الورود،
كنسيمٍ رَسمَ هُدب الحنينِ
لمسافاتٍ طويلة.
أنا ربيعكَ الوحيد، وأزهاري
أُجَفِفُها
لأتبخرَ بها كلّ ليلةِ وضحاها،
في مواقدِ البرد القادمة.
وأعبْرُ فوق أنينٍ أداريهِ
وأواري سَوءتهُ بِدفنٍ لائق.
والحوتُ لفظني لأزرعَ عند
شوارع المدينة، يقطيناً.
اصفرّت أوراقكَ
وتهاوى ورقها مخلّفاً سقوطاً مؤلماً.
أسمعهُ رغمَ حديثكَ المُضحكِ معي
فهل عرفتَ كمْ تسكُنُني؟
تقول بأنني طائرٌ
مهاجرٌ، لا.
أنا علامةٌ فارقةٌ من تعب،
جمَعَتْني ورسَمتني لكَ،
تجاعيدُ تعجبي الصاخبة!!
التواريخُ أكرّرها، كصلاة في
ليلٍ طويلِ الأمدِ لأغلقَ بابَ
الارتباك
وأستمر.
رغم سياطِ التحدي أمنحكَ بكرمِ
الأنثى قطبَ الأرضِ
المساوي لحياةٍ مُحصّنة.
أقرأُ عليها المعوذاتِ لئلا تتوه.
انظرْ إلى كفّي كيف سالَ
وجَعُهُ، وتاهتْ خيوطه!!
وانتبهتْ صرخاتي يقظةً وعلتْ، أنا
اليوم متوّجة لك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق