في تموز..
تمددَ الدمعُ محاصراً أفكاري.
بكلمات ما غابتْ عن بالي.
ففي حضرة الانتصار،
يُهزم الألم وتشحذ الهمم.
في تموز..
المشهدُ قاتم، وانسكاب لدموع..
وبخور وشموع..
على بدور ضاعت سفكتها أيد لئيمة.
ولكن النصر قادم..
كنّا في سكون والوقت فجراً،
أعانق طفلتي خوفاً..
وعلا صوت انفجار..
بل حقد مميت ودمار..
صوت رهيب..
وصرخات،
أماه عودي ثم بكاء ونحيب..
وانهمر غضب الآلات أصوات
لا ترحم
لا يثنيها ورع
زرعتْ دخاناً في كلّ الجهات.
تجرعتُ من كأسي المرّ
والجزع شطر كبدي وشتت حلم
ولدي وانتشر الفزع.
والنصر قادم..
واختفت الوجوه تحت ركام حاقد،
أنادي،
حتى الملامح وقت الفجيعة تتوه.
وضاعت الكلمات وارتفع شهداء..
وتلك الطفلة التي نادت
ونادت صوتها في أذني يقبع.
هي الطفولة المغتالة والمسفوك دمها،
والأرض التي احترقت سنابلها.
تعالوا نقرأ الدعاء نرفعه تضرعاً وانشغلنا بالصلاة..
ايماناً بالنصر القادم..
وانهارت أبنية وعمارة
بيدي أمسح دموعي
وذاك الوجه المشرّد
بين أكوام الحجارة.
وأكليل غار بيد ترتجف،
ألوّح به.
ما همني مراكز قوى ولا باب سفارة.
وانكسرت أقلامي
واحترقت دفاتري.
صرخات ليتامى،
تطرد الفرح من أحلامي..
جاءوا يطرقون بابي،
فدفنهم الحقد الأسود.
وترك ركاماً، وأجسادا ممزقة،
عليها التراب ممدد.
أوجاع الأبنية أصمّ ملاعب العيد،
والأراجيح تتخابط ببعضها من جديد.
تسأل عن رواد الفرح وضحكاتهم.
عن قامات غابت عن الناس.
في عالم من ذئاب وافتراس.
الصوتُ عَلاهُ الغضب..
ولغتي التي شاخَت بداخله،
تنتظر العيد..
وانطلقت تكبيرات النصر،
وصوت الآذان يهلل.
وشرائط العيد الصفراء ارتفعت،
تلوح بالحرية والبيرق.
ها هو الانتصار يمتطي صهوة
العز والقائد من سلالة الأنبياء،
كما وعدنا به.
سقطت عن جدائلي أيدٍ لا ترحم.
وحررنا حلوى العيد
الذي خبزته أمي من دهور.
وزينتها برايات الفخر
بأغصان زيتون وأطواق من زهور.
وها هو النصر قد تحقق.
سوزان عون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق