السلامُ
على هذا الجمع المُباركْ، ورحمةُ ربِّ السلام ِالذي ما طَوَيْتُ بِساطَ صلاتي، إلّا
وتضرّعتُ إليهِ سُبحانَهُ، أنْ ينسجَ بيدِ رحمتِهِ ثوبَ سلام ٍ للبنانَ، أكثرَ
خضرةً من الأرزّْ، وأكثرَ ثباتاً من جبال ِعاملْ والقموعةِ والمُكملِ والقَرنةِ
السوداء.
سيبقى هذا اليومُ منقوشاً في ذاكرتي ما حُييتُ، ليس لأنهُ اليومُ الذي شهِدَ حفلَ
تطويبِكمْ وليديَ الشعريَ الثاني فحسبْ، إنما ولأنه اليومُ الذي أسرى بيْ بُراقُ
الفرح ِإلى
فردوسِ محبتِكمْ، فأنعمْ بكمْ ندامى قلبْ، وأكرمْ بمشاعركم معراجا ًللفرح المشعِّ
محبّةً بيضاء.
إنني إذ أتشرّفُ بإلقائي بعضَ قصائدي في
هذا الجمع ِالمباركِ، فإنَّ وقوفي بينكم سيكونُ أجملَ قصيدة ٍ كُتِبَتْ بمدادِ
نبضي في ديوان عمري.
عمري الذي بِتُّ أشعرُ كما لو أنه بدأ الأن،
فطوبى لنهرِ أشِعاري بقواربِ ذائقتِكم الأدبيّة، وطوبى لقلبي بإقامتِكم فيه أهلاً وصحباً،
وطوبى ليْ بكمْ وطناً مباركا.
أهلاً بكمْ في القلب قبلَ القاعةِ، وفي رحابِ
مشاعري قبلَ فضاءِ شِعري.
والآن
مع مختاراتٍ شعريّةٍ من المجموعةِ التي بين يديكم، ليلى حتى الرمق الأخير.
الضوء الأخضر سنابلي
محاصرةٌ أحلامي
والضوءُ الأخضر سنابلي.
أحملُ في حنايا الروح حماسةً،
والدرب المنظور، هو ذلك الأفق.
لا أخشى الليل ولا الموت،
فقلبي ينبوعُ الحضاراتِ،
وصوتي الآتي من زمنِ أمي حوّاء.
مُتَورّدٌ كفّي كجوريّة،
تسكُبُ عطراً وعذراً.
الأمس واليوم وغداً.
تبتّلْ كصوتي في محرابِ البصيرة،
وخُذْ من قصائدي حتى ترضى.
أتوبُ توبةَ العاشقين، وأندثرُ مع كلّ
مغيب،
لأعودَ مع فجرٍ مبتسمٍ وصلاة.
الشركة الداعمة للحفل
PROTRANS EXPRESS
لأجلكَ الله خلقني
خطواتٌ محاصرةٌ بين دفّتّي كتاب
وأسوارٍ من خيالٍ.
أسابقُ الفجرَ لأصلَ إليكَ.
والشوقُ آه منه.
آهاتُ الشوقِ ترتدُ في صدري
كقرعِ طبولِ البقاء.
أشعلُ لكَ كل يومٍ قنديل قلبي
ليغدقَ على مواسم مشاعري سلطانَ
السكينة.
في كأسيّ النصف ممتلئ
أراكَ درباً، كم أعشقُ التوهان فيه!!
اسْقني مجداً وادْفنّي في قلبكَ حضارةً
لأرْتفعَ نخلةً باسقة.
فأيّ تاريخٍ لي بدون مجدِ حضارتك؟
وأيّ سمرةٍ لسنابلي الخضر من دون شمس
وحيك؟
أنا تربتكَ الحانيةُ، التي أخرجتك
طوداً في عالمي.
أحوطُ قلبكَ أضلاعاً وأتزينُ نقاطاً
لأبجديتكَ
كحقيقةٍ جليّة في أسطرِ أيامكَ.
بَاغِتْني ظلاً لعينيّ ليورقَ قلبي، أو
دفئاً لبزرةٍ مدفونة،
تنفلقُ كشروقٍ مسروقٍ من تحليق.
الوصالُ مُضيٌّ
لا يعانقهُ إلا هدب الحالمين.
ارسمني وشماً
أو خذني ورقاً أو علقّني جدارية.
لا تعتب على أناملي فهي لا ترسمُ إلا
الخلود.
وضعتُكَ على مفترقِ الزمانِ أقحوانة،
فعاود الرحيل إليها وتنفس.
وهبتكَ جرحاً صارخاً وصبراً يعانقُ
القصص.
مرّحّبةٌ بضياءٍ آتيٍ وأيدٍ من زمن جدي
أيوب.
وجرعة أيقظتني أتعالى بها على ماضٍ
بحبٍ
غزلني طفلة بشعر مسدلٍ أشقر.
أوتار نَوْلي من حرير، أوتادهُ يدكَ
السمراء.
ويل قلبي!!
لا أدري من أيِّ وادٍ سحيق تلتقط
أنفاسك.
خذ سُقيّا من عشقٍ أبديٍ تهواهُ
النفوس،
وأغدقْ على حقول وحيكَ فتنمو، وأسكبه
في كأس مترعة تهوى انتمائي.
إنّهُ البقاء الذي صهرني حوّاء ولأجلك
الله خلقني.
انتظرتك
ولم تأتِ
اجتمعتْ عقاربُ الساعة بالأمسِ،
وقرعتْ جدرانَ الليلِ طويلاً.
قيلَ لي بأنّهُ العيد،
فانتظرتك، ولم تأتِ.
أسدلتُ أستارَ الغِياب،
احتسي مع كلّ دقيقة، رشفةً من
كوبِ القهوةِ البارد.
أُراقبُ انهمار الدموع
من شمعة وحيدة.
تبرقُ عيوني وترعُدُ
ومن ثم تنسكبُ بصمتٍ.
وانتظرتكَ ولم تأتِ.
خمدتْ نارُ مدفأتي، كحقيبةٍ
لمسافرٍ أضاعَ المحطةَ
ونفدَ ما معهُ من نقود.
قطعتُ أنفاسي لبرهةٍ، الألمُ في صوتي
عميق.
يدي تزحفُ بتثاقلٍ فوق أوراقي.
ومِحبرتي في مخاض،
اسمعني أيّها الوقت،
سأُرْزَقُ قصيدة.
رسمتكَ عيداً من خيالٍ،
ككل العاشقين، فأزهرتْ أيامي
ولكن فراشات مُحنّطة، بلا أجنحة.
الغيمُ حولي صامتٌ، فقدَ لغةَ الإبهار،
مطرهُ دمعٌ أسود.
وانتظرتكَ.
شُرفتي جديرةٌ بباقةٍ من بوحٍ ومطوّقة
بشريط حريري،
ورسالة منكَ مُلّونة بالحب.
لتمطرَ بعدها أكفّي حِبراً أحمر عند
إيابكَ.
وانتظرتكَ ولم تأتِ.
فقدتُ كلّ شيء، حتى عتبة الانتظار.
سقطتْ من يدي مزهرية العيد،
وقلبي غزاهُ اليتم، وفقدَ لغةَ
الاختباء.
جَفناي مُطبقان على سِرّ، ودمعٍ،
وذكرياتٍ، وليلٍ وحيد.