هَلّتْ
عَليّنا في يَومِ الغدير
تَباشيرُ السماءِ
وحَملتْ بينَ أطيَافِها
تَوصيةً لأجملِ نِداءِ
في حرِّ الهجيرِ وقفَ مُناديا
من كنتُ مولاهُ
فهذا عليٌّ مِحرابُ ولاءِ
اليومَ بهِ أُُكملَ الدينُ
وثبُتتْ دَعائِمُهِ
وعِتْرتُهِ وهجُ شمسٍ تَشِعُ بالضياءِ
تَزَخرفتِ الأَرضُ
وَازَّيَّنَتْ بالمحتفى
وخرجَ موكبُ البيعةِ لهُ بِالوفاءِ
بخٍ بخٍ لكَ يا عليُّ، أصبحتَ مولى
كلّ مسلمٍ ومسلمةٍ، نَهْجكَ سِراجُ حبٍ
في طاعةِ الأولياءِ
سفينةٌ من تخلّفَ عنها هوى
ومن ركِبَهَا نَجا
ويوم الورودِ مُبتسمٌ مع السعداءِ
وحيُ آياتٍ بِالقرآنِ أُُنزِلتْ
خانوا الأمانةَ بعد كلِّ ذا بِحربٍ شَعواءِ
أتنْكِرُونَ على ابن عمّ المصطفى دَعَوتَهُ
زوجُ البتولِ وأولُ الأصفِياءِ؟
بابُ مدينةِ علمٍ ابنُ طالبٍ
أبو الحسنينِ وزينبُ الحوراءِ؟
من تَصدّقَ بِخَاتَمِهِ رَاكعاً،
قلبٌ سَامقٌ بِلا اِدعاءٍ أو رِياءِ
من اشترى نَفْسَهُ مرضاةً للإلهِ
سَندُ الرسولِ وللدينِ أولُ فداء
بابُ مدينةَ عِلمِ الرسولِ
وقائدَ الغرّ المحجلينَ من جَبلِ العظماءِ
إمامٌ لا تَأخُذَهُ باللهِ لومةَ لائمٍ،
عليٌ في الصدورِ نَبْضُ
الأرجاءِ
نُحبكَ نَهجا قويما،
فارتقتْ بذا أرواحُنا شامخةٍ لِلعلياءِ
سلامُ الله على من زكّاهُ صراطا مستقيما
وللمتعبينَ صوتُ الرجاءِ
خالفوهُ وتخلواْ عن مصابيح الدجى
وعادوا لجهلهم
بِمكرٍ زائفٍ ودهاءِ
وها هي الأيامُ تَعودُ بنا
بعد دهورٍ
خياناتٍ وقتلٍ وسفكٍ
للدماءِ
ما يجري اليومَ يا أمتي رهيبٌ
قطعُ أوداجٍ بٍسيوفٍ باطلةٍ
ظالمةٍ باِفتراءِ
قتلٌ أدمى قلوبَاً وأثكَلَ مُهجَا
وما أكبرَ أحزانُنا
على الشهداءِ؟
ليعلمَ الجمعُ كلّهِ
أنْ الإسلامَ منهم براءٌ
الإسلامُ منهاجُ نورٍ
وتزكيةٍ للأتقياءِ
ألا تذكرون المهاجرين والأنصار
كيف سعى رسولُ اللهِ لِيُوحّدَهم
بِأعظمِِ إخاء؟
أين ما يجري اليومَ من فكرِ محمدٍ
من خاطبهُ القرآنَ
وإنكَ لعلى خُلقٍ عظيمٍ
يا خاتمَ الأنبياءِ
هُبوا لِنُصْرةِ الأرضِ
والإنسانيةِ
أليس علياً من قال
من لم يكن أخاكَ
بالدينِ فهو قرينكَ بإنسانيةِ شمّاءِ.
سوزان عون