Powered By Blogger

2016-08-05

إلى متى سنظل غير قادرين على تربية أولادنا بالطريقة المثالية؟


من المحزن جداً أن أكتب هذه السطور، ولكنه هو الواقع الأليم الذي أراه يومياً بأم العين خلال تنقلي بالحافلات أو ما يسمى الباصات العامة التابعة للدولة الأسترالية، ولكنني أسكت عنه احتراماً لمشاعر الكثيرين. 

اليوم صباحاً كنتُ متوجهة (بالباص) للمكان الذي أدرس به، وخلال الفترات التي يتوقف بها السائق لصعود الركاب، صعدت تلميذة ومن خلال لون ما ترتديه، نعرف بأنها في المرحلة المتوسطة.. 

دخلت الباص بدون حتى الالتفات نحو السائق الذي ناداها وطلب منها أن تريه بطاقة المواصلات العامة المجانية التي تمنحها الدولة للتلاميذ، ولكنها لم ترد عليه، فناداها مرة ثانية، فعادت إليه وهي تتكلم بالعربية بكلام بذيء لكيلا يفهم عليها ما تقول ورفضت أن تعطيه أي نقود مقابل ركوبها الحافلة..

هذا كله حصل أمامي، فقلت لها: هل تريدين مني أن أترجم له ما تقولين له بالإنجليزية فأجابتني بالنفي. 

ظننت أن ما حدث سيردعها ولكنها واصلت ضحكها بصوت عال ومستفز مع صديقتها التي سبقتها في الصعود إلى الباص. 


ما حدث في الباص هذا الصباح، أثار غضب الجميع وأولهم أنا..
الذي أزعجني أن التلميذة عربية، ولكنها أسترالية الولادة. 


الهدف من كتابة هذه السطور، سؤال يراود تفكيري دائما، وهو إلى متى سنظل غير قادرين على تربية أولادنا بالطريقة المثالية أو الصحيحة أقلها، حتى لا نسبب لأنفسنا إحراجاً بسبب تصرفات أطفالنا اللامبالية؟

متى نعلم أولادنا كما تعلمنا من أجدادنا، أن للطريق آداب وقوانين واحترام لحقوق الناس؟
ألم نتعلم أن إماطة الأذى عن الطريق ولو حجر صغير صدقة، ألم نتعلم أن الضحك بصوت عال غير مقبول، ألم نتعلم أن المشي بطريقة غير محتشمة حرام!!

أين مكارم الأخلاق التي اتصف بها العرب من شهامة وكرم الضيافة والحمية والغيرة؟
هذا ما حدث معي هذا الصباح بدون تبديل..
سوزان عون
سيدني
..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق