معركة الوجاهة والصور..
في الآونةِ الأخيرة، ومن يراقبُ ما يجري على الساحة (الإعلامية والثقافية)، يجدُ تخابطاً بين أفراد الجالية،
والسبب، الوجاهة المصطنعة وحب الظهور..
والسبب، الوجاهة المصطنعة وحب الظهور..
نعم، الوجاهة الاجتماعية المزيفة أو (الكرسي)، ومن يتصدّر الصور أكثر، ويكون موجوداً في كل صورة تنشر هنا أو هناك..
الكرسي هذا، الذي كان ولا زال سبباً لإشعال الحروب على مرّ العصور بين السياسيين والحكام، انتقلت هذه العدوى للمثقفين والشعراء، وأصبحت على أشدها هذه الأيام.
فتجد تقاتلاً شرساً للبروز على الساحة الأدبيّة عند البعض، ولو كلّف الأمر سحق كل من حولهم، المهم أن تشير الأصابع عليهم فحسب.
كان البعض سابقاً، يكّفر الآخر بمجرد إيمانه بدين مخالف عن دينه، أو يعتقد بطائفة مغايرة عن طائفته أو يؤيد حاكماً معيناً دون الآخر.
وأما اليوم، فيشتدّ الصراع بين أطراف تتناحر وتتقاتل على من له الأهمية والأفضلية أكثر على الساحة الأدبية.
تتقاتل على من هو (شاعر) أكثر من الآخر، ومن يملك موهبة أم أنه يدّعي الإبداع.
تتقاتل على من يحمل ألقاباً أكثر، فترى البعض، يضع سطراً كاملاً قبل اسمه، ومجموعة كبيرة من الصفات، والمفترض أن يلمسها القارئ بنفسه في شخصية هذا الكاتب.
يا أيها القوم..
أفيقوا بالله عليكم..
كرسي التميز أصبح موضوع خلاف ثلاثة أرباع الناس في الجالية العربية في أستراليا، وبدأ البعض بتقييم وفرز كل مثقف أو شاعر على لائحات مغرِضة ولا تشرّف أحد في الجالية.
للأسف الشديد، أن يصل حال المثقفين العرب لهذا الحال.
للأسف أن ينقل الأخ وابن الوطن الواحد، كلاماً فاسداً عن أخيه، وتصبح صفحاتنا ومقالاتنا، مقالات نميمة وغِيبة وإشاعات وإشارات ورموز وكذب ونفاق، وتصبح مواقعنا على وسائل التواصل (المفروض بأنها وسائل اجتماعية)، منابر بث الكراهيّة والبغضاء والتفرقة بين الناس.
أيها المثقفون الحقيقيون..
الساحة الثقافية ساحة كبيرة جداً منذ القدم ولا زالت، وبلا حدود وبلا هوية أو طائفة.
هويتها البلاغة والحضور الإبداعي والتميز اللغوي والشعري والفني، ساحة تسع الجميع وتحترم كل من له موهبة وتستوعبه، فلا يحتاج الأمر للإقلال بشأن الآخر لتظهر هذه الموهبة.
من المعيب جداً أن تتحول أقلام المثقفين لأقلام مأجورة للفتنة الطائفية السياسية والخلافات، ومن الشائن جداً أن نرتاد حفلات الشتم والسباب والنميمة وإفشاء الأسرار وإطلاق الأكاذيب المضلّة بحجة الأدب العربي.
ومن المعيب، أن يتحول المثقف لأداة وقلم رخيص لضرب الأطراف بعضهم ببعض،
وادخالهم في حرب (غير بيضاء)، سلاحهم المميت، الكلمة.
الكلمة التي أنزلها الله في كتبه وعلى لسان رسله، وقدّسها وعلمنا إياها، وقال لنا أن نحترمها ونقدّسها أيضا.
ما يجري هذه الأيام، أصعب بكثير مما سبق من حروب عالمية، لأن الشعراء هم آخر مصدر حضاري تفتخر بهم الأوطان وتشيّد بهم الحضارات وترتكز عليهم الثقافات.
وأنتم وما تفعلونه، تجعلون الناس تكفر بكم، وتنفر من أساليبكم وأقوالكم، وتتبرأ من وجاهتكم الكاذبة المزيفة.
الشاعر لا يحتاج لمن يطبّل له ويزمّر ليرتقي ويشتهر، الشاعر يحتاج لقصيدة ترفعه فوق الغيم، وتحلق به نحو القمم،
فكَفَاهُ بالقصيدة مركزا.
الشاعر الحقيقي، قصيدة تمشي على قدمين، بأخلاقه وأدبه واحترامه لمن يسلكون مسلكه.
الشاعر إنسانية وذوق واحترام.
فالشعراء هم رسل الله ورسل الكلمة الطيبة الراقية ليوم الدين.
فأفيقوا قبل أن تدمّروا آخر ما تبقى من إنسانية بأنانيتكم، ويبلعكم طوفان الكره والخلافات، وتحولون الناس لأصنام وأجساد بلا روح، وتموت القصيدة داخل الصدور.
سوزان عون
أستراليا
الكرسي هذا، الذي كان ولا زال سبباً لإشعال الحروب على مرّ العصور بين السياسيين والحكام، انتقلت هذه العدوى للمثقفين والشعراء، وأصبحت على أشدها هذه الأيام.
فتجد تقاتلاً شرساً للبروز على الساحة الأدبيّة عند البعض، ولو كلّف الأمر سحق كل من حولهم، المهم أن تشير الأصابع عليهم فحسب.
كان البعض سابقاً، يكّفر الآخر بمجرد إيمانه بدين مخالف عن دينه، أو يعتقد بطائفة مغايرة عن طائفته أو يؤيد حاكماً معيناً دون الآخر.
وأما اليوم، فيشتدّ الصراع بين أطراف تتناحر وتتقاتل على من له الأهمية والأفضلية أكثر على الساحة الأدبية.
تتقاتل على من هو (شاعر) أكثر من الآخر، ومن يملك موهبة أم أنه يدّعي الإبداع.
تتقاتل على من يحمل ألقاباً أكثر، فترى البعض، يضع سطراً كاملاً قبل اسمه، ومجموعة كبيرة من الصفات، والمفترض أن يلمسها القارئ بنفسه في شخصية هذا الكاتب.
يا أيها القوم..
أفيقوا بالله عليكم..
كرسي التميز أصبح موضوع خلاف ثلاثة أرباع الناس في الجالية العربية في أستراليا، وبدأ البعض بتقييم وفرز كل مثقف أو شاعر على لائحات مغرِضة ولا تشرّف أحد في الجالية.
للأسف الشديد، أن يصل حال المثقفين العرب لهذا الحال.
للأسف أن ينقل الأخ وابن الوطن الواحد، كلاماً فاسداً عن أخيه، وتصبح صفحاتنا ومقالاتنا، مقالات نميمة وغِيبة وإشاعات وإشارات ورموز وكذب ونفاق، وتصبح مواقعنا على وسائل التواصل (المفروض بأنها وسائل اجتماعية)، منابر بث الكراهيّة والبغضاء والتفرقة بين الناس.
أيها المثقفون الحقيقيون..
الساحة الثقافية ساحة كبيرة جداً منذ القدم ولا زالت، وبلا حدود وبلا هوية أو طائفة.
هويتها البلاغة والحضور الإبداعي والتميز اللغوي والشعري والفني، ساحة تسع الجميع وتحترم كل من له موهبة وتستوعبه، فلا يحتاج الأمر للإقلال بشأن الآخر لتظهر هذه الموهبة.
من المعيب جداً أن تتحول أقلام المثقفين لأقلام مأجورة للفتنة الطائفية السياسية والخلافات، ومن الشائن جداً أن نرتاد حفلات الشتم والسباب والنميمة وإفشاء الأسرار وإطلاق الأكاذيب المضلّة بحجة الأدب العربي.
ومن المعيب، أن يتحول المثقف لأداة وقلم رخيص لضرب الأطراف بعضهم ببعض،
وادخالهم في حرب (غير بيضاء)، سلاحهم المميت، الكلمة.
الكلمة التي أنزلها الله في كتبه وعلى لسان رسله، وقدّسها وعلمنا إياها، وقال لنا أن نحترمها ونقدّسها أيضا.
ما يجري هذه الأيام، أصعب بكثير مما سبق من حروب عالمية، لأن الشعراء هم آخر مصدر حضاري تفتخر بهم الأوطان وتشيّد بهم الحضارات وترتكز عليهم الثقافات.
وأنتم وما تفعلونه، تجعلون الناس تكفر بكم، وتنفر من أساليبكم وأقوالكم، وتتبرأ من وجاهتكم الكاذبة المزيفة.
الشاعر لا يحتاج لمن يطبّل له ويزمّر ليرتقي ويشتهر، الشاعر يحتاج لقصيدة ترفعه فوق الغيم، وتحلق به نحو القمم،
فكَفَاهُ بالقصيدة مركزا.
الشاعر الحقيقي، قصيدة تمشي على قدمين، بأخلاقه وأدبه واحترامه لمن يسلكون مسلكه.
الشاعر إنسانية وذوق واحترام.
فالشعراء هم رسل الله ورسل الكلمة الطيبة الراقية ليوم الدين.
فأفيقوا قبل أن تدمّروا آخر ما تبقى من إنسانية بأنانيتكم، ويبلعكم طوفان الكره والخلافات، وتحولون الناس لأصنام وأجساد بلا روح، وتموت القصيدة داخل الصدور.
سوزان عون
أستراليا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق