ظننتكِ أمي..
كنت أجري بسرعة لأختبأ من طفلة صغيرة تلحقني من مكان لآخر، فلم أجد إلا غرفة وحيدة في أخر الممر، لها باب قديم، مفتوح عن الجهتين ونوافذها علاها الغبار بكثافة رهيبة.
لصقت ظهري بالحائط، وكان قلبي ينبض بشدة، وأدعو الله ألا تجدني الطفلة.
بلمحة سريعة رأيت جدران الغرفة مطلية باللون الزهري، والأثاث قديم تفوح منه رائحة عفنة.
رأيت خيالات كثيرة من ثقوب الباب، تروح وترجع وتمر بجانب الغرفة لذا كنت ألتزم الصمت لئلا يراني أحد من المارّة.
أطلقت الطفلة صرخة مدوية في أرجاء الدهليز، سمعتها قبل أن تطل برأسها وتكلمني، فقالت:
أريد أن أعرف لماذا تهربين مني، ماذا فعلت لكِ؟
أجبتها:
أنا التي أريد أن أعرف لماذا تطاردينني، وماذا تريدين مني؟
أريد أن أعرف لماذا تهربين مني، ماذا فعلت لكِ؟
أجبتها:
أنا التي أريد أن أعرف لماذا تطاردينني، وماذا تريدين مني؟
رفعت الطفلة حاجبها الأيمن مستغربة، قالت:
ظننتكِ أمي، أمي التي لم أرها من عشرين سنة، هذا كل ما في الأمر…
ظننتكِ أمي، أمي التي لم أرها من عشرين سنة، هذا كل ما في الأمر…
ماذا تقول هذه الطفلة..
طفلة في السابعة من عمرها تتحدث عن عشرين سنة..
طفلة في السابعة من عمرها تتحدث عن عشرين سنة..
أكيد جنّت..
آه يا رأسي..
أنه الصداع النصفي ثانية، فلأفتش عن مسكن للوجع.
وعدت للنوم ثانية.
من سلسلتي القصصية، كان حلما.
من سلسلتي القصصية، كان حلما.
سوزان عون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق