غريبةٌ بين أكفٍّ بأصواتٍ
أقلّبهم كمن أصابهُ
مسٌ من وحي وهوس
مسكوبٌ حبري
العبيط كنهرٍ بلا خلايا
يجري كمدار رتقٍ
يعود بي لدهاليزٍ مقفرة
وطيور البعد الأزرق
تحوم فوق رأسي
كأنني جزيرة نائية
ملقاة في مجرة العدم
أسقط من الهوة
السوداء كبرق أعمى
أطرق برأسي
وجهي ووجعي، كمسمار باسق
والموج الأخرس يضرب حافة المرفأ
تتأرجح زوارق خاطرتي
بين حفنات من تراب ورحلات كونية
هل أكتبُ بحبر قلبي
أم أترك الأمر لسطوة
تلّون كل تحياتي بلون بهيج؟
وحين وهلة وظلام
تعود كل الأسراب نحو الأفق
وتبقى الصرخات المدّوية
التي أوجعت رأس السماء
كأنه قوس الاشتياق يراودها عن نفسها
حتى الغيمات صرختْ بصوتها المضيء
فأشعلت رأسي بوميض من جديد
وبين الحنايا وعلى رؤوس الأشهاد
توطّن تعبي بوشاح حوّل عنقي.
سوزان عون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق