إلى اليوم ما زلت أحاول أن أكتب إسمي، وكلما كتبته أعود إلى البداية من جديد.
فلا أشعر بالطيران إلا مع كلماتك.
أخشى أن ينضب مداد محبرتي أو تنكسر، فأحفظ ما أنسجه لك من حروف مُخيلة خصبة، كفضاء فسيح يغازل شمس الواقع.
أستجمع كل ما أملك لأحفر درباً في وعرِ الطريق.
وهي تكبر كل يوم وتزداد إتساعا.
أرى الحروف أمامي كأنها بحر من الأفكار، كلما أبحرت فيه، إزددت غرفا.
جميلة هي شمس الحرية، فهي تُلبس أوراقي حقائق مشرقة.
يعجبني السفر وأعشق الغوص في المعاني، وأمتشق سيف الرحيل إلى الذات، وأخشى الضياع.
أصادق الطيور وأتعلم لغتهم وأتمرن
على أسلوبهم في التحليق.
أراقب هجرتهم، أتمنى لو أرحل معهم، ولكن لا أعرف إلى أين؟
أحيانا أسكن الفضاء، وأحيانا ألوك كلمات من فكر، تؤرق وجدي، وكله لأنسى بعض من ألتقيتُ بهم، فكيف السبيل للخلاص في دنيا تتسارع خطواتها نحو السراب؟
أنشر الفرح بحرفي لعلي أغطي بشاعة وجه بعض الحقائق، وأضحك علنا، لأستر حزنا في صدري.
أرتدي كل الألوان، لأكسر سواد ما فعلته يد البشر.
وأضع أصباغا حولي وعلى جوانب دربي وعلى وجهي، لأخفي بسمة كسيرة على ضياع حقوق معظم سكان الأرض.
أتعبتني الحقائق.
نعم، لقد تعب كاهلي.
سوزان عون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق