خرجتُ إلى حديقة بيتي الخلفيّة، وخطوتُ على ممر معبّدٍ
بالحصى بطريقة جميلة ولافتة، كان عليّ اليوم أن أجمع قطع النقود الذهبية من فئة الدولارين
الأسترالية المزروعة سطحياً تحت التراب، وتلمع كلما أشرقت الشمس عليها.
أربكتني ملابسي البيضاء الفضفاضة التي كنت أرتديها
وأعمل بها، لأنني أبدو فيها كالشبح، ولكن همّي الوحيد ألّا تتسخ.
نظرتُ بلمحةٍ خاطفةٍ للسلّة، وجدتُها قد شارفتْ على
الامتلاء.
رفعت ظهري لأستريح ومسحت جبيني بِكّمِ يدي، وألتفتُ
يميناً ويساراً لأرى من هو خارج بيته.
رأيتُ جارتي تخرج إلى حديقة بيتها لتجمع الملابس عن
حبل الغسيل، فناديتها بأعلى صوتي: هل تريدين القليل من الدولارات الأسترالية الذهبية؟
غريب، لم تلتفت إليّ..
اعتبرتُ ذلك تجاهلاً منها لي، فقلتُ لجارتي طويلة
القامة بشكل مخيف، والتي تمتلك سوراً مجاوراً لسور بيتي:
ألم تسمعيني عندما ناديتكِ؟
ألم تسمعيني عندما ناديتكِ؟
- فقالت لي بنبرة حادة، لا..
وأكملتْ عملها..
ما بال الناس،
لماذا يتصرفون معي بشكل غريب وسخيف هذا اليوم؟
سمعتني جارتي وأنا أحدّثُ نفسي فقالت لي بصوت غاضب:
-سوزان، هل يوجد في الدستور فقرة تنصُّ على منحِ الجيران نقود معدنية من فئة الدولارين ؟
-سوزان، هل يوجد في الدستور فقرة تنصُّ على منحِ الجيران نقود معدنية من فئة الدولارين ؟
- أجبتها بالنفي.
- فردت عليّ بطريقة فظّة بأن لا أعتب عليها
إذن أن رفضتْ أخذ المال مني.
صدقتِ يا جارتي، الظاهر أنا المخطئة، وأعدكِ ألا أتصرف
بهذا الشكل مجددا.
حملتُ السلّة ودخلتُ البيت، فرأيتُ أرنباً سميناً
يُمسك بطنه ويضحك، وكلما ضحك اهتز كرشه الكبير، فيتوقف لبرهة ثم يعاود الكرّة مرة أخرى.
فلحقني مسرعاً وقال لي بصوت أجش:
- سوزان أنا أخذ منكِ المحصول كله..
- محصول؟
أي محصول، هل تظنني أحمل جزرا؟
لم يسمعني، لأنه اختفى في جحره الكبير.
فقلت لنفسي: أظنني عالقة مع (أليس في بلاد العجائب)
أو هناك أمر ما.
وصحوت من الحلم وأنا أردد في قلبي، يجب ألا أعطي أحداً
نقوداً ذهبية أبدا.
سوزان عون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق