Powered By Blogger

2014-05-07

كوني بُرَاقاً



نُرّوضُ الذاكرة بتسابيح الغفران.
ونغتالُ المغيبَ القادمِ بنصيبٍ وافرٍ من
العمل والنسيانِ .

(نُبَرْمِج)القلبَ بمخططاتٍ مُسْتَحْدثة.
 ونَشتري لهُ من أسواقِ الأملِ سجلاتٍ جديدة مبتكرة. عسى أن نَجدَ مساحاتٍ واسعة خالية.
لِنبدأ من نقطة البداية في كل مرّة.

وبعد كل هذا وذاك، نتعثرُ بِمَطَبّاتٍ قاسية، تحفرُ في بواطنِ النفسِ معضلاتٍ يصعبُ فكّها.

نُراودُ الحياةَ عن مخططها،
نصمدُ..
نَتْحد..
نَفترق..
نقومُ ونَقِفُ ومن ثم نتعثر.

وتظلُ تلكَ الذاكرةُ شاخصةً بِنظرها إلى البعيد، تظل تحلمُ وتحلمُ وتدعو ربها، فهل من مزيد؟

ويأبى الفؤادُ إلا رؤياهُ التي باغتتْ أحلامه في ليلةٍ ما!!
ويُقَلّبُ شفتيهِ تعجباً واعتراضاً.

متى الانْفِكَاكُ عن هذا المصير المُتَسَرّع؟

متى نَخْلُدُ إلى واحةِ السكينةِ ونَغْرِفُ من معينِ الأمان؟

وتشارفُ رِحْلتي على النهاية، وبَسمتي ما فارقت سحنة قصائدي السمراء.

كم خشيتُ عليها من لعنة الاحتراق.
وكم أضعتُ أوراقاً بين محطات الاغتراب.

والعمر كالشمس تماماً، يُهددنا بالمغيب كل حين، وعندما يشرق صباحه مجددا، ننسى كل ما ألّم بخاطرهِ من وحيٍّ وخيال.

وتُعاود الأيامُ الجري مجدداً، كخيولٍ مسّها الضُر والفزعِ, ففرّت تطلبُ النجاة.
لا تعلم بأنّها على سهلٍ واحدٍ وقفارٍ خالية.
تلّونَت بلونِ أقواسِ المطر.
وأضحكُ ضحكةً عالية، كسرتْ صمتَ السكونِ المريبِ حولي.
يا أيّتُها الخيولُ المسكينة، كفاكِ جرياً وتعباً، فأنتِ لا زلتِ على الأرض.
تقبعين في واد الوجوم, وتعانقين السراب.
وطعامكِ من قمحها المُلّطَخِ بقبحِ البشرِ وخُبثهم.
فأهلا بكِ بينهم ومعهم.
سكونكِ حتمي ورحيلكِ آتٍ، فطهري جوفكِ واغتسلي في معين الارتقاء.

كوني بُرَاقاً لتلتحقي بالفوارس.

سوزان عون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق