والتقى القلبان (حوار)

عِندما أَضعتُ مِحرابَ قلبي

وأضاعَ البوصلة فلم يهتدِ

فحبيبي

أرضه بعيدة

ليتني أطير وأرحلُ إليه

وأنامُ كوليٍد بين يديه

وأنظر ملياً في عينيه

ما الذي يمنعني

أهي المسافات؟

أم جراحٌ سالفات؟

وفي عزّ الخصام

التقى القلبان

وحدث الطوفان

تباً لحديثِ القلوب

أيا قلبي حلّق في السماء
  ولا تعد إلا في المساء

أتمنى لو كان الأمر بهذا 
الود والصفاء

أو لربما سأكسر قلمي وقافيتي 
 وأحرق دواويني

ولربما أعود لخربشات الماضي

أنا أئد مشاعر ستنفجر
وفي عالم الحب تتحكم وتسيطر

فأنا من كتمانها أتألم
 ومن قسوتها أتوجم
فكيف أعشق وأتكتم؟

سأصارحكَ 

أنا أرتاح إليكَ منذ البداية

وقلبي مال لكَ حتى النهاية

فأنت من أحبُه قلبي
أنت الحرفة والهواية
 

وخفتُ أن أصارحَكَ ولا تفهم قصدي

افعل الآن ما تشاءُ بي

أو أشحْ بوجهك عني

حبيبتي

أعندكِ متسع من
الوقت لتسمعيني؟

أنا عمري لكِ 
 يا عزي وسنيني.

حبيبتي

أُقسم بمنْ غرس أشجار
 الوجد في صدري

وبمن في طوفان الشوق
 أغرق روحي

و صوّر الشعر معجزة
 في قلبي

أُقسم بمن بكِ من عالم
 مشيئته جمعني

و جعل وجهكِ بدراً منيراً
 في سمائي

منذ أيام وأنت تسكنين
 شغاف القلب

و أراكِ زهرة حمراء متفتحة
 لموسم ربيعي

و أبعدكِ عن أحلامي

وأغلق عينيّ كي لا أرى ضوء عينيكِ

ماذا أقول؟

  نعم أكذب عليكِ

وأكابرُ لأنجو من سحرِ شفتيكِ

وأخشى أن أقول أنني أحببتكِ

وتاهت روحي المعذبة 
في سنا وجنتيكِ

عيوني لكِ، وقلبي جسر لقدميكِ

وشراييني مغزلٌ لوشاح كتفيكِ

ليت عمري كان شمعة تحترق
 على أعتاب رمشيكِ

أو أكون حجراً في الطريق إليكِ

لا يا حبي أنتَ أعظمُ من هذا كله

سيدتي
 يا مالكة لقلبي، ارحميني

أعرفتِ الآن لماذا لم أنظر إليكِ؟

ويل قلبي 
كأنني أولدُ من جديد

قتلني الوجدُ إليكَ والشوق لعينيكَ

أيا حبيبة لقلبي

قلبي سيتفتتْ

روحي للمسير إليكِ جدّتْ

وزنابقٌ  جديدةٌ في حقلي قد تجلّتْ

آه يا حلوتي
لم يكن ينقصُ الشعرَ إلا أنتِ

فأنتِ ملاكهُ وبحر معانيه
وصورةٌ جميلة من صور تفانيه

أنا أتلوى شوقاً من الصباح

لأشتم عطركِ الفواح

وألثمَ خدّيكِ يا لون التفاح

آه ما أضيق حروف الحب
 عند وصف الأفراح

وما أعجز الأبجدية
أن تهبني الانشراح

ويلَ قلبي
 كم أخفيت حبكِ

فليخسأ الصمتُ يا حلوتي

سيدتي

أيا حبي

 أنا أحبكِ إلى أن أملأ الدنيا صَدحاً

وأكتب لكِ من الشعر مدحاً

وأنثر على قدميكِ الورد نثراً

وأصنعُ من بؤسي لكِ ملحمةً

ما لكّ لا تُجيبين؟

دعني قليلاً ففرحتي قد قطّعتْ أوصالي

أفكّرُ كيف أجمعُ أشلائي

سيدتي

سأزفُ الشمسُ عروساً لي في أبياتي

وبدراً منيراً  ساطعاً في الليالي

أنتظركِ..

يا حبي وأملي وبوحي وسر بهائي.
 
سوزان عون