ملاك في السماء

مزقها الحنين فأدركت حنينها

اشتاقت إليه فأشرقت سماؤها

أحبها بجنون فتجملتْ أيامها

كلمها

وسطع حبه لها فأنار ليلها

كانت تدري أنه محور حياتها

تبسم

وطار إليها ماشيا وقصد شرفتها

قال:
 الليلة فرحناالموعد لأطلبها

رضاك ربي فوفقني  لأرضي أهلها

تأنق وهرول مسرعا وطرق بابها

وباقة من الورد وبعشق اشتراها

فانبرى له من يقال له: والدها

سلام عمي  جئتك أطلب ودها

فزمجر الرجل كأسد، وغلّى مهرها

ابنتي أنا وبتكبر قال: لا أفرط بها

فعد أدراجك يا فتى وإياك أن تكلمها

سأحرق قلبك إن خالفتني وقابلتها

سمعت هي حوارهما فلطمت خدها

فركعت أرضا وبدموع ناشدت ربها

أن يرحم حبيبها ويلّين قلب مالكها

فقال له: طلبك ليس عندي

 يا لحزنها

توجمت حيرة ويأسا وأسدلت رأسها

فصرخت: آه قلبي وتوقف نبضها

طال الجدال
فدخلت النسوة لتتفقدها

فهززن جثة هامدة ونادين أمها

يا ويلي 

نور لم تتحرك من أرضها

فويل لي ولطمعي الحزن أسكتها

ستبكي الليالي بعدها

أعانك الله يا حبيبها

هي ارتاحت

وسيأتي يوم من 
يأتي ويرفع صوتها

وينادي: ويلٌ لكم
 يا من تدفنون جسمها

كيف طاوعكم قلبكم
 ودخلتم إلى غرفتها

وواجهتم عطرها وثوبها
 ورأيتم صورتها

ارحموا المحبين
ولا تقتلوا بصنو خنجرها

واشفقوا  رحمة 
على كل من يعاني مثلها

وارحموا حبيبا
 كان جُل همه رؤيتها

وجاهد ليمتلك يدها
   ويكتب كتابها

فنحرها أبوها طمعا
 و بيده أسكتها

فقال حبيبها:

بعشقِِ كل يوم سأذهب إلى قبرها

وأضع حوله الزهور التي كانت تحبها

ولن يكّل قلبي ثانية أو أنسى ودها

فرحمة الله على روحها

ووداعا لوجهها

هذه قصة حبي وأنا 
سأموت عاشقا لها

واليوم، هو في 
المكان الذي به أحبها

 وعرفها

وأسماه نور
  تيمنا بها وعبرة لمن بعدها


سوزان عون